فتوى "احجروا على أبيكم".. متى يرد الأزهر على الشيخ محمد أبوبكر؟

ما أصعب أن يرى أب ابنه وفلذة كبده يحجر عليه، بأي حق يفعل ذلك، ويوجه أكبر طعنة للرجل الذى أفنى حياته لكي يعيش هو، كيف يحجر ابن على الرجل الذي حرم نفسه من ملذات الدنيا لكي يضمن له حياة كريمة، أيكون الحجر مكافأة لمن لهم الفضل بعد الله عز وجل في وجودك بالحياة؟، أليس الأب والأم أحرار في التصرف فيما يملكون من مال، وتكون الصدمة عندما تكون الفتوى بالحجر على الهواء من أحد الشيوخ.

 لاشك أن قضايا حجر الأبناء على الآباء والأمهات؛ تؤكد أن الروابط الأسرية في خطر، لكن القضاء العظيم دائما ما يثبت أن هذه الدعاوى كيدية ويرفضها.

فتوى الحجر على الآباء

 منذ أيام، فاجئنا الشيخ محمد أبو بكر بفتوى خلال برنامج «إني قريب» على شاشة قناة النهار، والتي أحدثت جدلاً واسعًا حول موضوع "الحجر على الأب"، وذلك بعد أن سأله أحد المتابعين في برنامجه على قناة النهار عن كيفية التعامل مع الآباء الذين لا يحسنون التصرف في الأمور المالية.

 طرح أحد المتابعين سؤالاً حول والدهم الذي يبلغ من العمر الكبير ويقبض معاشًا جيدًا، ولكنه يُخرج كل ما لديه كصدقات ولا يحتفظ بشيء لنفسه، مما يسبب ضغطًا على أبنائه. كما أشار إلى أن لديهم أخًا في ظروف صعبة يحتاج إلى دعم، وهل بإمكانه أخذ الفيزا من والدهم لشراء احتياجاته، مع التأكيد أنهم لا يرغبون في أخذ شيء منه، بل يريدون مساعدته على إدارة مصاريفه بشكل أفضل.

وجاء نص السؤال كالتالي:" السلام عليكم يا شيخ ممكن إجابة على السؤال ده"والدنا رجل كبير بالسن وبيقبض معاش كبير جدا ماشاء الله يكفيه ويزيد .. بيطلعه كله صدقات مش بيخلي جنيه في جيبه وبيستلف من الناس أو يشتري حاجات والناس بتطالب ابنه، وابنه مش قادر على تصرفات أبوه.. كمان عندنا أخ ظروفه سيئة جدا وقررنا ندبرله مبلغ شهري عشان أولاده وكل ده وأبونا مش فى دماغه حد غير نفسه ولنا أخين مش قادرين يتجوزوا اصلا ومش بيفكر حتي يساعدهم ما الحل .. هل لو أخدنا الفيزا منه نجيب له طلبات بيته يبقى حرام علينا ونعمل إيه.. مش عاوزين منه حاجة بس إحنا عايزينه يعول نفسه ومصاريفه بدل ما بيديها للناس.. عامل شهرية فلوس للناس وسايب ابنه التعبان مش بيديله وكمان رامي البلا على ابنه التاني وهو دخله الشهري ممكن يوصل 7000 جنيه!!".

ورد الشيخ محمد أبو بكر فى برنامجه «إني قريب» المذاع على شاشة النهار، بالقول إنه من الممكن اللجوء للقضاء للحجر على الأب إذا ثبت عدم قدرته على التصرف بشكل سليم، مشيرًا إلى أنه يجب تقديم الأدلة والشهادات للمحكمة. وأضاف أنه بعد الحصول على الحكم، يمكن استخدام الفيزا لتلبية احتياجات الأب، مع ضرورة الاحتفاظ بما تبقى من المال.

واختتم الشيخ أبو بكر تصريحاته بالتأكيد على أن تصرف الأب في هذه الحالة لا يتماشى مع تعاليم الدين، مشددًا على أهمية أن يكون الشخص قادرًا على رعاية نفسه قبل مساعدة الآخرين.

وجاء رد الشيخ محمد أبو بكر كالتالي:" مع احترامنا الكامل لهذا الاب لكنني أرى فعله نوعا من أنواع عدم التصرف الحسن أو الغير صحيح يستوجب اللجوء للقضاء للحجر على ذلك الأب، لو الكلام ده صح، يبقي إحنا محتاجين نلجأ للقضاء، ونقول للقاضي بالأدلة والشهود إن الأب لا يحسن التصرف، اديني حكم يجعل أبانا تحت رعايتنا.. هنا أقدر أقولك إنه لما ياخد الحكم يقدر ياخد الفيزا، ويجيبله حاجاته ويشيل الباقي وميصرفش جنيه من معاش والده غير من أجل الانفاق على والده، والفلوس الباقية يحتفظ بها لحد مايجي أمر الله بالرحيل، وقبل ذلك لا يجوز ليكم ولو أخدته يبقي حرام عليكم، ولو هذا الوالد إنسان عاقل ويسمعني الآن، فأقول له أنت تفعل تصرف لم يرد في كتاب الله، ولا فى سنة كتاب الله، فلو بتتكلم عن الصدقة فأفضل أنواع الصدقة، الصدقة على نفسك شيل نفسك ، متكنش عالة على غيرك، ولو عندك جنيه بدل ما تتصدق بيه وتديه للناس، لأ هات بيه أحلي أكل ليك وأحسن شرب ليك وأحسن لبس ليك وأحسن دواء ليك،  والا يبقي أنت كدة طبقت الإسلام فى فهم غير صحيح".

الشيخ محمد أبو بكر

الشيخ محمد أبوبكر تجاهل عدة أمور قبل فتواه للابن بأن يلجأوا للقضاء لكي يرفعوا دعوى حجر على أبيهم.

-استند إلى كلام سائل اشتكى من انفاق أبيه ماله كله في الصدقات

-الشيخ لم يتدرج في الفتوى وتجاهل عدة أمور

-الأولى هو أنه استمع لطرف واحد ونسى أن كذب الابن أو عقوقه لابيه "احتمال كبير"

-الثانية أنه لم ينصح الابن بأن يحاول إقناع أبيه بعدم إنفاق ماله كله

-الثالثة... لم ينصح الابن باللجوء للعلماء والأهل لكي يقنعوا أبيهم بالعدول عن تصرفاته

-الرابعة.. قد يكون الأبناء عاقون لأبيهم وهو يحاول معاقبتهم بهذه التصرفات

-الخامسة.. هل كل من يرفض تصرفات والديه يسارع إلى المحاكم للحجرعليهم؟