اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا يحتفل بالعام 125 لشاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري
احتفل اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بذكرى مرور 125 عامًا على ميلاد الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري.
أقام الاتحاد أمسية ثقافية تحدث فيها المفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان، وحضرها الدكتور حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، والسفير العراقي في القاهرة الدكتور قحطان طه خلف، ووزير الصحة الأسبق الدكتور عمرو حلمي، والقيادي في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية عصام شيحة، ولفيف من المثقفين والشخصيات العامة من مصر والعراق وسوريا واليمن وإندونيسيا.
أحمد المسلماني: إن الجواهري اسم كبير في الأدب العربي الحديث والمعاصر
افتتح الأمين العام لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الكاتب السياسي أحمد المسلماني المستشار السابق لرئيس الجمهورية الأمسية الثقافية مرحبًا بضيوف الاتحاد، وقال: إن الجواهري اسم كبير في الأدب العربي الحديث والمعاصر، وقد كان شاهدًا على عصر بأكمله، حيث عاش العراق الملكية والجمهورية، كما عاش الحقب الجمهورية المتتالية، حتى أنّ تاريخه يبدو وكأنه التاريخ الثقافي للعراق.
ألقى الدكتور عبد الحسين شعبان محاضرة شاملة عن الشعر والسياسة في رحلة الجواهري، وعرض لتجربة عمل الجواهري في البلاط الملكي العراقي في عهد الملك فيصل الأول، وعن علاقته مع الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الذي قاد العراق منذ عام 1958، وهى العلاقة التي بدأت ودودة للغاية حيث زار عبد الكريم قاسم الجواهري في منزله، ثم انقلب الزعيم على الشاعر، إثر مقال كتبه الجواهري عن أوضاع بعض الريفيات العراقيات البائسات، وهو التوتر الذي أظهر على السطح إطراءً من الجواهري لرئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي نوري السعيد، كان قد كتبه الجواهري على نسخة كتاب أهداه له. وقد انتهى الأمر بمغادرة الجواهري إلى لبنان ومنه إلى التشيك حيث أقام هناك سبع سنوات، أسماها السبع العجاف.
كتاب "جواهر الجواهري"
وروى الدكتور شعبان جوانب من كتابه "جواهر الجواهري" ولقاءاته المتعددة مع الشاعر الكبير، وقال: إن الجواهري لديه تناقضات عديدة، وهو نفسه يقول أنه ولد في بيئة متناقضة، والتناقض في حياتي وأعمالي يتسق مع نشأتي. وقد كانت صلاته بالملك ثم بالزعيم عبد الكريم قاسم ثم نفيه وسحب الجنسية منه.. هى استمرار لبيئة التناقضات التي نشأ فيها.
واختتم الدكتور عبد الحسين شعبان: كان الجواهري يملأ السمع والبصر، وكان صديقًا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وقد أضاف طه حسين له كلمة في إحدى قصائده. كما امتدح الجواهري طه حسين في قصيدة مميزة.
من جانبه أشاد الدكتور حلمي الحديدي بالاحتفاء بالجواهري، كما تساءل عن غياب الأسماء الكبرى في الثقافة العربية على نحو ما كان في عقود سابقة.
إقامة تمثال لطه حسين في العراق
ودعا السفير العراقي في القاهرة قحطان طه خلف إلى إقامة تمثال لطه حسين في العراق وتمثال للجواهري في مصر، وقال: إن الجواهري هو أشهر ما أنجبت بلادنا بعد المتنبي.
في نهاية الأمسية قام الدكتور حلمي الحديدي والكاتب أحمد المسلماني والسفير قحطان طه خلف بتسليم وسام التميز للدكتور عبد الحسين شعبان عن كتابه "جواهر الجواهري".
يذكر أن اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا قد تأسس عام ١٩٥٨ في سريلانكا، وعقد مؤتمره التأسيسي في تركيا، ثم انضمت إليه أمريكا اللاتينية بعد مؤتمر الاتحاد في فيتنام عام ٢٠١٣، وحينما تولي الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة المصري الأسبق قيادة الاتحاد قام بنقل مقره إلي القاهرة .
وقد شهد الاتحاد - الذي يعد الظهير الفكري لحركة عدم الانحياز ويضم (٤٧) دولة من ثلاث قارات - دوراً كبيراً لعدد من رموز الفكر والثقافة.