رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

وزير الأوقاف: السوشيال ميديا هو الميدان الحقيقي للخطر المحيط بعقول أبنائنا

وزير الأوقاف: السوشيال ميديا هو الميدان الحقيقي للخطر المحيط بعقول أبنائنا
وزير الأوقاف: السوشيال ميديا هو الميدان الحقيقي للخطر المحيط بعقول أبنائنا
نتيجة الثانوية العامة 2024

ألقى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والذي يعقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر لعام 1446هـ بعنوان «دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال».

ووجّه الأزهري في بداية كلمته، الشكر والامتنان لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة على دعوته الكريمة، موضحًا أنّه أتى من مصر الكنانة ومن شعبها الكريم وقيادتها الحكيمة ومن أزهرها الشريف محملًا بخالص التحية والتقدير للسعودية ملكًا وولي عهد وحكومة وشعبًا ولسائر الحضور ولسائر أوطانهم العزيزة والغالية على قلوبنا.

السوشيال ميديا وعالم الذكاء الاصطناعي


وأكد وزير الأوقاف أهمية موضوع المؤتمر «دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال»، موضحا أنّ المؤتمر جاء لمناقشة قضية وسائل التواصل الحديثة في عالم السوشيال ميديا وفي عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يموج العالم حولنا بطوفان هادر من الأفكار والتيارات حتى يتحول عالم السوشيال ميديا إلى الميدان الحقيقي للخطر الذي توجد فيه التيارات التي تختطف عقول أبنائنا لتجندهم في سبيل الإرهاب فكان لابد من وجود مشرِّف للمسلمين في هذا العالم وفي هذا الفراغ بما نقدم من خلاله مقاصد الشرع الشريف ومعاني الهداية.

القيم الإنسانية المشتركة


وأضاف وزير الأوقاف أنّ المؤتمر اختار عنوانًا آخر من عناوينه الكبرى وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التي ننادي بها نحن المسلمين في كل أنحاء الدنيا، مؤكدًا أنّ القرآن الكريم جاء محملًا بمستويات متعددة من الهداية، وأن وزير الأوقاف في كتابه: «المدخل إلى أصول التفسير» الذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية أنّ القرآن الكريم قد جاء محملًا بهداية عامة تخاطب كل إنسان على ظهر الأرض وفيه أيضًا هداية خاصة تخاطب بالتشريع والهداية والعبادات من آمن به.

وأوضح أنّ الهداية القرآنية الخاصة تتمثل في كل آية بدأت بقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا» وكان الإمام الفخر الرازي (رحمه الله) قد أحصاها فوجدها 88 آية، ثم إن الهداية العامة تتمثل في كل آية بدأت بقوله تعالى «يا أيها الإنسان»، أو بقوله تعالى «يا أيها الناس»، أو بقوله تعالى «يا بني آدم»، مما إذا جمعناه خرجنا منه بمواثيق ومبادئ عليا يحرص عليها الشرع الحنيف، لتكون مبادئ تجمع شمل البشر على الخير والحق والهدى ؛ ولتكون مفتاحًا للاهتداء الى الله تعالى.

وأكد وزير الأوقاف أنّ أحد أهم أهداف المؤتمر المشتركة التي نعمل عليها ونزكيها ونجتهد في إيصالها إلى الناس أجمعين وتأتي على قائمة أعمال المؤتمر قضية الوطن والانتماء الوطني والوطنية والمواطنة، وهذه القضية قضية شديدة الأهمية في ظل زمن وعقود مضت نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف في تقديم خطاب يقزم شأن الوطن ويصغره، فمن قائل إنّ الوطن حفنة تراب، وقائل إنّ الوطن مجرد حدود صنعها الاستعمار يريد التهجم على أحوال أوطاننا ودولنا القائمة، ومن قائل إنّ الوطن مقابل لفكرة الأمة فيرفض.

وأضاف أنّ شأن الوطن شأن عظيم وقد جاء الشرع الحنيف ليعلم الانسان أن يبجل شأن الوطن وفي تاريخ أئمتنا وعلمائنا ما يؤكد ذلك فالجاحظ ألف كتابًا عن حب الوطن، وصالح بن جعفر بن عبد الوهاب صنف كتابًا في الحنين إلى الأوطان، ووجدنا الإمام الحافظ أبا سعد ابن السمعاني ألف كتابا في النزوع إلى الأوطان ووجدنا أبا حاتم سهلا ابن محمد السجستاني ألف كتابًا وغير ذلك كثير من المعاصرين.

وأشار وزير الأوقاف إلى أنّ من أعظم ما نجتمع عليه في هذا المؤتمر أن ننادي في آفاق الدنيا وفي سائر شعوبنا وبلادنا وأوطاننا بتعظيم قيمة الوطن وبتعزيز انتماء الإنسان إلى وطنه وبترسيخ قيمة المواطنة العادلة التي تحمي أبناء الوطن جميعًا.


دور الأوقاف وزيادة الناتج المحلي


 

جاء هذا المؤتمر أيضا ليناقش دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي ودور الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أنّ قضية الوقف في تاريخ المسلمين كانت إبداعا تأسست على أركانه عملية التعليم وعملية الصحة، وانطلقت على أكتاف الوقف أعمال في غاية العجب تبرز جانب الحضارة العريقة في تاريخ المسلمين كم من مدرسة أو مستشفى أو عمل علمي أو بر أو خير تأسس على أكتاف الوقف كانت المدرسة المستنصرية من أكبر مدارس العلم في تاريخ المسلمين وقفت عليها أوقاف هائلة حتى يقول الحافظ الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام (وهكذا فليكن البر بالعلم وإلا فلا)، وعلى غرارها نسجت جامعات كبرى.

وأضاف وزير الأوقاف أنّ مسجد محمد بيك أبي الذهب عندنا في أرض القاهرة المواجه للجامع الأزهر الشريف كثرت أوقافه للإنفاق على العلم وعلى إيواء الغرباء حتى فاض الخير فكان من بنود الوقف أن تشترى الغلال وأن تنثر فوق مئذنة المسجد لإطعام طير السماء العابر، كان من توفيق الله تعالى للمؤتمر أن يطرح قضية الوقف وأن ينظر في كيفية استثمارها وتوسيع دوائر الاستفادة منها.

ووجه رسالة في نهاية كلمته قائلا:"  من بلد الله الأمين من مكة المكرمة ينطلق صوتنا جميعًا معتصمين بحبل الله مؤتلفين مجتمعين، كلمتنا واحدة في تقديم الهداية والإرشاد والعلم والأخلاق والرحمة وفي تقديم مقاصد الشريعة لكل دولنا وأوطاننا وشعوبنا بما يجمع القلوب ويحقن الدماء ويطفئ نيران العنف ويعيننا على مواجهة تحديات العصر وحمل مواريث النبوة ثم لتقديم الإسلام للعالمين دين الحق والهدى والخير والعلم واحترام الأكوان وإكرام الإنسان وحفظ الأوطان وزيادة العمران وازدياد الإيمان، سائلًا الله تعالى أن يكتب للمؤتمر كمال السداد والتوفيق وأن يكتب لبلادنا كمال الحفظ والأمان والرعاية.


وختم وزير الأوقاف كلمته بأننا كمصريين نعتز بالأخوة الكبيرة والتامة بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، داعيا لمصر والمملكة وبلادنا كلها بكل الخير والأمان، وداعيا للمؤتمر بكل التوفيق.


 

تم نسخ الرابط