ذكرى ميلاد وردة الطرب العربي
وردة وبليغ حمدي .. قصة بدأت بـ "تخونوه" وانتهت بـ " أنا الحب اللي كان"
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الجزائرية وردة، التي أبدعت وأثرت المشهد الفني خلال مسيرتها الطويلة بالتميز والإبداع.
ارتبطت وردة بقصة حب مع الملحن بليغ حمدي، حيث كان يلحن لها الأغاني بروحه وقلبه، بينما كانت هي تقدّمها بحب وإبداع. تألق هذا الثنائي معًا وقدما أشهر وأجمل أغاني الحب.
حكاية غرام بليغ ووردة
“قد العيون السود .. بحبك”.. علاقة بليغ حمدي ووردة كانت فريدة من نوعها، بدأت قبل أن يلتقيا واستمرت حتى بعد انفصالهما، متحدية المسافات والحدود وحتى الموت.
بدأت شرارة الحب بينهما عندما التقى بليغ بوردة لأول مرة لتحفيظها أول لحن “يا نخلتين في العلالي”، حيث ذكر الإعلامي الراحل وجدي الحكيم أن بليغ قال له إنه لأول مرة يهتز حين يرى امرأة عندما سلّم على وردة.
رغم رفض والد وردة زواجها من بليغ، ظل حبه لها مشتعلاً حتى بعدما عادت إلى الجزائر وتزوجت من قريبها وأنجبت ابنيها وابتعدت عن الفن لعشر سنوات.
وردة فى بستان بليغ حمدى
“وعملت إيه فينا السنين؟ فرّقتنا؟ لا.. غيّرتنا؟ لا.. ولا دوّبت فينا الحنين".. بعد سنوات، التقى الفنانون المصريون بوردة في الجزائر خلال الاحتفال بعيد الاستقلال، وكان بليغ من بينهم، ومن هنا جاءت فكرة أغنية "العيون السود" لبليغ في ذلك اللقاء، ووعدته وردة بأدائها إذا أكمل كتابتها وتلحينها.
"وأنا جنبك بنسى إن الدنيا فيها ناس قاسيين".. عادت وردة إلى مصر بعد انفصالها عن زوجها وغنّت "العيون السود" في 1972، وتُوجت قصة حب وردة وبليغ بالزواج الذي استمر 6 سنوات.
قدّمت وردة خلال فترة زواجهما أجمل أغانيها من ألحان بليغ، مثل: "العيون السود"، و"خلّيك هنا"، و"حكايتي مع الزمان"، و"اشتروني".
“بودعك .. وبودع الدنيا معك”.. انتهت علاقة الزواج بين وردة وبليغ بسبب الغيرة الشديدة، حيث عانى بليغ حمدي من الاكتئاب وأصيبت وردة بانفجار في الزائدة الدودية.
"حبيبي يا أنا يا أغلى من عينيا .. نسيت مين أنا؟!".. انتهت قصة حب بليغ ووردة بأغنية "الحب اللي كان"، كما ذكر المخرج جميل المغازي، الذي كان صديقاً مقرباً من بليغ.
وعاتبت وردة بليغ في إحدى اللقاءات، قائلة:" كان حب عظيم وقطعًا لسه مجروحة وهفضل مجروحة .. مش هنسى لأنه هيخليني أخاف أحب تاني .. مع بليغ محبتش بتحفُّظ .. إديته قطعة من كل حاجة في قلبي".
وردة وبليغ حمدي.. طلاق لم ينهِ الحب
ويحكي المغازي قصة الطلاق ويقول: “كنا في أبوظبي، الست وردة طلبت الطلاق، راح كلم محمود لطفي، كان ماسك جمعية المؤلفين والملحنين في التليفون وقاله طلق”.
يضيف المغازي: “كنا بنمشي وراه لأنه مجنون يعمل أي حاجة، قعدنا جنبه أنا وعبدالرحيم منصور ومحمد رشدي وسوزان عطية، وقعد يعزي بالعود ويقول كلام، كان معايا ورق كتبت كل كلمة بيقولها، ووصيت رشدي وسوزان يحفظوا المقامات”.
وكان إحساسه بالإكتئاب والحزن السبب في أن يخرج مشاعره كلها في أغنية مازالت لوقتنا هذا من أعظم أغاني التي تغنت بها ميادة الحناوي، ويتابع المغازي قائلًا يخبره: “أنت عملت لحن محصلش”، ليتفاجأ بليغ متسائلًا: “لحن إيه؟”.
وأضاف: “قولتله أنت مكنتش داري، قالي في إيه؟ قولتله خد اقرأ الورق، قالي متعرفش المقام، قولتله ماليش في المقامات وأنت عارف، لكن رشدي وسوزان عارفين، وجم قالوا له كان بيغني إزاي”.
لينعزل في غرفته مدة تراوحت بين 3 إلى 4 ساعات، ومن ثم خرج لهم.
وردة وبليغ.. الحب اللي كان
ويقول المغازي: “طلع وغنى لنا، وكلنا كنا بنبكي، كانت أغنية الحب اللي كان، أحاسيسه كانت بتبكينا، بالذات لما يقولنا اتخلقت عشان مفيش دمعة تنزل على عينيها وماتبكيش مرة”.
وكانت قد انتشرت شائعة حول هذه الأغنية، حيث أعتقد الكثير من الناس أن سبب الأغنية، موقف صدر من وردة حين سألها أحد الصحفيين عن سبب المشاكل التي جمعتها ببليغ، وكان ردها “من بليغ”، ليقوم الملحن بليغ حمدي بكتابة وتلحين أغنية “الحب اللي كان”، ولكن في الواقع لم يحدذ هذا الموقف.
الأغنية تجسد مشاعر بليغ وحزنه، وكانت من أعظم الأغاني التي قدمتها ميادة، بكلماتها العميقة: "كان يا ما كان، الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان، زارنا الزمان، سرق منا فرحتنا، والراحة والأمان، حبيبي كان هنا، مالي الدنيا عليّ، حبيبي يا أنا، يا أغلى من عينيا، نسيت مين أنا، أنا الحب اللي كان، اللي نسيته قوام".