الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة..أزهري يجيب
يبحث الكثير من المسلمون في هذه الأيام المباركة؛ وهي أيام العشر الأوائل من ذي الحجة؛عن كل ماهو صالح من الأعمال والطاعات التي تقرب العبد إلى ربه في هذه الأيام؛ فيتسائلون عن الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة، وأيهما أفضل.
الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة
وأجاب الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف عن هذا السؤال قائلًا: إن العلماء حكوا خلافًا؛ مفادهُ التفضيل بين العشر أيام الأُوَل من ذي الحجة أم ليالٍ العشر الأخيرة من رمضان (ليلة القدر)؛ مستكملًا: فقال الآئمة لو لم تكن ليلة القدر في العشر الآواخر من رمضان؛ لكان العشر الأوائل من ذي الحجة خيرُ أيام الدُنيا على الإطلاق؛ موضحًا أن ليلة القدر خارجة عن الحساب من ناحية أنها أعظم أيام الُدنيا.
وأكد أن الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة ليلة القدر هي ليلة؛ الحظوة، وليلة الأُنس والاتصال بين السماء و الأرض، وليلة ختم الوحي الشريف؛ فهي ليلة أُوحِيَ فيها إلى نبينا عليه الصلاة و السلام.
فضل يوم عرفة
وتابع: ويوم عرفة هو أفضل أيام العام على الإطلاق؛ نظرًا لأن الله سبحانه وتعالى أقسم بيوم عرفة؛ فلا يُقسم الله تعالى إلا بجليل؛ والعباد لا يُقسموا إلا بالله تعالى الجليل؛ مستطردًا: لكن لا يُقسم الله على عباده إلا بجليل؛ فقال تعالى: والضحى، والفجر، والعصر، لَعمرُك وحياتك يا محمد.
واستكمل: فالقرآن الكريم يُعطينا مدلول بأن هذه الأيمَان و الأقسام الألهية تكمُن على أمر جليل؛ فلما أقسم الله بالفجر قال بعدها وليالٍ عشر، ثم قال والشفع والوتر؛ موضحًا؛ أن الشفع عند علمائنا هو يوم النحر، و والوتر هو يوم عرفة؛ كما أن الله سبحانه وتعالى أقسم على أن هذا اليوم؛ هو اليوم المشهود؛ موضحًا أن يوم عرفة؛ هو يوم وتر ويوم مشهود كما في سورة البروج.
وقال: إن الله سبحانه وتعالى قد افتتح مقسمًا، ومعظمًا لبعض خلقه؛ حين قوله: (والسَمَاء ذَاتِ البُرُوج وشَاهِدٍ ومَشْهُودْ)؛ فشاهد هنا؛ أي تعني يوم الجمعة، ومشهود، أي تعني يوم عرفة؛ مستكملًا؛ بأن هذا اليوم يتجلى فيه شيء عظيم من وجهة نظره؛ فهو من أعجب ما سمعه في الشريعة؛ وهو تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم المشهود.
واستعجب بأن، هذا اليوم يجتمع فيه اجناس مختلفة ولغات مختلفة، ولهجات، وألوان، و أنماط مختلفة؛ مؤكدًا أن هذا دليل على تصديق حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان في جزيرة صغيرة بين دولتين وهما بلاد الروم وفارس؛ حيث قال: ( لا يبلُغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين؛ فلا تطلع الشمس ولا يطلع القمر على بيتٍ في مدرٍ ولا وبر إلا في بيت عليه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يبلغنَّ هذا الأمر إلا بعز عزيزٍ أو بذل ذليل؛ عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يُذل الله به الإسلام).