العميد يرضخ لـ«صوت العقل»
كيف ينجو حسام حسن من مصير «ضحايا الجبلاية» من بوابة بوركينا بتصفيات المونديال؟
يستعد المنتخب الوطني لكرة القدم تحت قيادة حسام حسن المدير الفني للفراعنة، لخوض مواجهة من العيار الثقيل، عندما يخوض معركة كروية ضد نظيره بوركينا فاسو، في إطار منافسات من التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026.
ويستضيف استاد "القاهرة الدولي" مباراة مصر وبوركينا فاسو، في تمام الساعة العاشرة مساء اليوم الخميس، ويأتي ذلك ضمن فعاليات الجولة الثالثة من تصفيات القارة السمراء، المؤهلة للمونديال المرتقب والذي من المقرر إقامته في أمريكا وكندا والمكسيك، بمشاركة 9 منتخبات من إفريقيا.
ويطمح العميد ورفاقه في إسعاد الجماهير المصرية والاقتراب لتحقيق الحلم الذي تحول لكابوس في 2022، عندما خسر منتخب مصر من نظيره السنغال بركلات الترجيح، ويفشل في الصعود لكأس العالم الذي أقيم لأول مرة في الشرق الأوسط عبر بوابة دولة قطر، والذي توج خلاله منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، بالنجمة الثالثة في تاريخ التانجو.
ويحاول حسام حسن من بوابة الخيول البوركينية، الابتعاد عن المشهد الكارثي الذي حدث خلال السنوات الأخيرة مع شوقي غريب وحسام البدري وإيهاب جلال الذين خرجوا من الباب الضيق في سلسلة التجارب المصرية مع المنتخب الوطني.
ويسعى منتخب مصر في مباراة الليلة أمام الخيول حصد 3 نقاط جديدة ومواصلة تعزيز صدارته بالمجموعة الأولى، إذ يحتل الفراعنة المركز الأول في جدول برصيد 6 نقاط، فيما يأتي الضيوف ( بوركينا فاسو) في الوصافة بواقع 4 نقاط، بينما يحل منتخب غينيا بيساو المركز الثالث برصيد 4 نقاط، ومنتخب سيراليون في المركز الرابع بواقع 4 نقاط، والمنتخب الجيبوتي يتذيل المجموعة بدون نقاط.
وكان المنتخب المصري، قد حقق انتصارًا مستحقًا على نظيره جيبوتي بسداسية تاريخية، قبل أن يدك شباك المنتخب السيراليوني بثنائية نظيفة، وذلك تحت القيادة الفنية للبرتغالي روي فيتوريا، المدرب السابق للمنتخب، الذي رحل بعد إخفاق بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في كوت ديفوار.
ويمتلك حسام حسن مع المنتخب المصري، قائمة تضم 25 لاعبًا تشمل عددًا من اللاعبين المحترفين بأوروبا، فضلًا عن لاعيبة الأندية المحلية من الأهلي والزمالك وبيراميدز وإنبي والمصري، وذلك لتأدية حلم الوصول للمونديال.
ويخوض موقع بصراحة الإخباري جولة في عقل العميد وكيف يخوض حسام حسن مواجهة بوركينا فاسو بتصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم؟
قبل الخوض في الطريقة التي سيخوض بها العميد، من الضروي أن تنطرق على أن شخصية حسام حسن قبل مباراة مصر وبوركينا فاسو، تحلت بالهدوء والرزانة، واستعان بعدد كبير من السبل والمقومات التي تساهم في تحقيق المطلوب للفراعنة، وهذا الأمر يوضح أن مدرب منتخب مصر تغير كثيرًا عن الشخصية الصدامية العنيفة التي تميز بها في الماضي مع الأندية المصرية التي تولها قبل تدريب منتخب مصر.
ومن الدلائل التي تدل على رازنة العميد مع المنتخب، استدعاء عمر كمال عبد الواحد، لاعب الأهلي، بعد إصابة أحمد فتوح في تدريبات المنتخب، رغم أن حسام حسن يمتلك خلافات شخصية مع ظهير الشياطين الحمر، والتي بدورها قد تجد صعوبة في الانضمام والتواجد مع المنتخب.
ولم يكن انضمام عمر كمال عبد الواحد اللاعب الأبرز في الدوري مع الأهلى خلال الفترة الماضية، هو الدليل الوحيد على رغبة حسام فى النجاح مع الفراعنة، بل كان انتظام محمد صلاح قائد الفراعنة فى المعسكر قبل الموعد الرسمى للأجندة الدولية دليلا اكبر على محاولات حسام حسن لتصحيح أخطاءه السابقه، حيث نجح فى احتواء الفرعون المصرى، ومن قبله فى احتواء لاعبى الدورى المصرى بعد التصريحات التى تسبب فى أزمة قبل شهر من المعسكر، ليعود الوئام بين الجميع داخل المعسكر ويصبح الهدف الأهم هو كيفية الوصول للمونديال.
تغييرات فى طريقة اللعب
استمع حسام حسن لصوت العقل، بعد مناقشات مع جهازه المعاون في حضور محمد صلاح بصفته قائد الفريق، بشأن ضرورة إجراء بعض التعديلات على الطريقة المعتادة التى يلعب بها حسام حسن، سواء مع الاندية أو المنتخبات، حيث كان يعتمد عليها عندما كان مديرًا فنيًا لمنتخب الأردن، وكذلك لعب بها مباراتي نيوزيلندا وكرواتيا في مارس الماضي، ونجحت في المباراة الأولى في ظل تواضع مستوى نيوزيلندا، لكنها لم تنجح مع كرواتيا بسبب قوة المنافس.
الطريقة المعتادة التى يعتمد عليها حسام حسن هى طريقة دفاعية بالمقام الأول، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة من خلال لاعبي الوسط والجناحين، وهى 4/2/3/1، لكن هذه الطريقة قد تقابل بعض المعوقات، في ظل اعتماد الفراعنة طوال السنوات الماضية على الاختراق من الأجناب، في ظل امتلاك منتخب مصر لاعبين مميزين مثل محمد صلاح وأحمد سيد زيزو في الناحية اليمنى، ومحمود حسن تريزيجية وعمر مرموش في الجهة اليسرى، وإن كان مرموش غائب عن هذا المعسكر للإصابة.
لذلك اقتعن العميد بضرورة إجراء تعديل بسيط على طريقة اللعب بما يتناسب مع أداء منتخب مصر طوال السنوات الماضية سواء مع كالوس كيروش أو روى فيتوريا وغيرهم من المدربين، على أن يعتمد حسام حسن على طريقة 4/3/3، بهدف تعظيم الدور الهجومى للمثلث المكون من محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجية ومصطفى محمد.
ترويض الخيول البوركينية
لم تخلو أجندة حسام حسن قبل مباراة الليلة من بعض التدوينات الخاصة بمنتخب بوركينافاسو، وكيفية التغلب عليه ومحاولة ترويض الخيول البوركينية الجامحة والتى لا تتوقف عن الركض طوال المباراة، ما يحتم على العميد ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لإيقاف خطورة هؤلاء اللاعبين الذين يتمتعون فى المقام الأول بالسرعات العالية والبنيان القوى.
لذلك تمثلت تعليمات العميد للاعبى الفراعنة فى ثلاثة نقاط محددة، أهمها اللعب على الأرض من خلال تسليم وتسلم الكرة بشكل سليم خاصة فى عملية نقل الهجمات من الخلف للأمام، عن طريق لاعبى خط الوسط دون أخطاء قد يترتب عليها هجمات خطرة على مرمى الفراعنة بفضل سرعات لاعبى بوركينا وفى مقدمتهم محمد كوناتى نجم الفريق ومعه بلاتى توريه لاعب بيراميدز وغيره من النجوم البوركينية.
كذلك ركز حسام حسن على ضرورة قيام إمام عاشور بمهام صانع اللعب فى تشكيلة الفراعنة، كونه الأقرب لمهام هذا المركز بفضل قدرته على التمرير الجيد ونقل الكرة للأمام بشكل سليم، على أن يتولى الثلاثى محمد صلاح وتريزيجية ومصطفى محمد مهمة تشكيل الخطورة على مرمى بوركينا، ويقوم مصطفى محمد بدور المحطة الهجومية بشكل اكبر عنه كمهاجم ينتظر الكرات العرضية، فى ظل الأطوال العالية التى يتمتع بها مدافعوا بوركينافاسو والتى ستتفوق حتما فى كل الكرات العرضية امام المرمى، والنقطة الاخيرة تمثلت فى غلق المساحات أمام اخترقات لاعبى وسط بوركينا من العمق عن طريق الثنائى مروان عطية وحمدى فتحى.
المنافس الأكبر
يعلم حسام حسن جيدا أن منتخب بوركينافاسو هو المنافس الأكبر للفراعنة عن تذكرة التأهل للمونديال عن المجموعة الأولى، وهو ما يزيد من أهمية تحقيق الفوز والوصول إلى النقطة التاسعة، والحفاظ على صدارة المجموعة مع الحفاظ على فارق النقاط مع الخصوم.