أفشة يكشف أسرار معاناة البدايات: أمي كانت بتبيع فراخ وحققت هدفي المطلوب لما كرمتها.. ومكنتش بقول على أي شغلانة لأ.. وكنت شغال شيال في سوق الخضار
خلف المظهر الساحر لنجوم كرة القدم، عادة ما تكون هناك قصص درامية عن الظروف الصعبة والقاسية التي عاشها هؤلاء النجوم في طفولتهم. ورغم أن مهنة لاعب كرة القدم تعد من أكثر المهن ربحية، إلا أن نسبة كبيرة من نجوم كرة القدم عاشوا سنوات حياتهم الأولى في فقر مدقع، وفي بعض الأحيان في ظروف غير إنسانية.
وتصدر اللاعب محمد مجدي أفشة لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، حديث عشاق كرة القدم المصرية، بعد ظهوره بشكل متواضع مع والده في قريته، بعد تتويج القلعة الحمراء، بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الـ 12 في تاريخيه.
ونشر أفشة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي" إنستجرام" صورًا رفقة والدته ممسكًا بالطرمبة في مشهد متواضع للغاية من نجم المارد الأحمر الذي حسم لقب النهائي التاسع بالبطولة الإفريقية بعد تسجيله هدفًا قاتلًا في شباك الزمالك 2020.
أفشة والمعاناة في البدايات
قال محمد مجدى أفشة، نجم الأهلي، "أمى كانت بتبيع فراخ فى البلد وكنت بشتغل معها، وعملت أيضًا فى سوق الخضار كشيال، وسر لقب (أفشة) وهو أننى كنت دائمًا "قافش" فى الكورة وأنا صغير.. كنت بنام بالكورة عشان كده ابن عمى أحمد جمال سمَّاني "قفشة"، بخلاف شغلي مع أمي فى محل الفراخ كنت بقفش الفراخ لتقوم بذبحها".
وأضاف لاعب الأهلى، "كان هدفي الأول هو أني أخلي أمي تقعد من الشغل، لكن يشرفني أني أشتغل مع أمي فى محل الفراخ، وحققت الهدف المطلوب بتكريم والدتى بعدما قررت بناء بيت كبير لها، ومنعها من الشغل".
ولم يجد محمد مجدى أفشة صانع أفراح الأهلي طريقه مفروشًا بالورود أو مُمهداً ومُزيناً من أجل تحقيق أحلامه، بل كافح واجتهد، وعشق العمل من صغره ومساعدة والديه من أجل العيش في ظل نشاته في أسرة بسيطة، علم جيدًا أن نيل رضا الوالدين ودعائهما سيكون السبيل لاجتيازه جميع الأنفاق المظلمة التي قد تمحنه الحلم الكبير.
"أفشة"، الطفل الحالم كان يحتضن الكرة وهو نائم مع بلوغه السابعة من عمره، حيث بدأ تعلقه بالمستديرة فخطفت قلبه وسيطرت على مشاعره ووجدانه وعقله، ولكن تزامن ذلك مع مساعدة أسرته في العمل، حيث سبق وأن صرح في تصريح تليفزيوني:" أنا مفيش حاجة ما اشتغلتهاش من صغري، مكنش بقول على أي شغلانة لأ".
والدة افشه
وروى محمد مجدي أفشة ممارسته لأكثر من مهنة مختلفة منها ميكانيكي سيارات وبائع للخضروات في سوق قرية كومبرة، كذلك العمل في بيع الطيور، حيث كانت ملاحقته للدجاج ومحاولته "القفش" بها سبب في اطلاق إسم "أفشة" أو "قفشة" عليه.
نجم وصانع ألعاب الأهلي، إنساناً بارًا بوالديه، فمع اقتحامه عالم الشهرة والنجومية بعد التوقيع للأهلي لم يبخل مطلقاً في تلبية مطالب الأسرة، فمن أجمل ما قال في تصريحات سابقة:" أتمنى أن أفعل كل شيء لأهلي ولوالدتي على الأخص، الاّن لبيت لها كل ما تتمناه ويبقى فقط أن أجعلها تعتمر وتزور بيت الله الحرام".
أفشة كان على موعد مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ودًون سطور المجد في السابع والعشرين من نوفمبر من العام المنصرم 2020، بصاروخ أطلقه في الوقت القاتل سكن شباك الزمالك وأعلن عن اعتلاء الأهلي عرش أفريقيا بعد غياب دام 7 سنوات، ليصبح واحداً من أساطير قلعة الجزيرة، تتغنى جماهير الأهلي بإسمه، تحمله على الأعناق، يتصدر هدفه الشهير مواقع التواصل الاجتماعي، أفشة كان حديث الساعة والشارع الرياضي في مصر منذ هذه اللحظة.
الطريف في الأمر أن والدة "أفشة" شاهدت هدفه الذي أطلق عليه الأهلاوية "القاضية" في نهائي القرن أمام الزمالك، في منامها قبل 48 ساعة من المواجهة، ولكنها لم ترد إخباره.