أم ضفاير وفيونكات شايلة الهمم للممات".. روان وميادة.. شقيقتان جمعهما لقمة العيش وفرقتهما معدية أبو غالب
روان وميادة طفلتان صغيرتان نشأتا في منزل بسيط بعزبة الرافعي في قرية سنتريس بمركز اشمون في محافظة المنوفية، لأب فلاح وأم ربة منزل و4 شقيقات أخريات.
روان طالبة في الصف الثاني الإعدادي أنهت امتحاناتها وخرجت للعمل كأقرانها في العزبة كما اعتادتا للخروج كعمال يومية من السادسة صباحًا للعمل في محطات التصدير وجمع الفاكهة بمحافظة الجيزة وتعودان في الخامسة عصرًا.
وبعد 5 أيام من العمل اصطحبت روان شقيقتها ميادة الطالبة بالصف الأول الثانوي التجاري لتكون معها في جمع الفاكهة وتحصل علي 120 جنيهًا أجرة اليوم وذلك في أول أيام العمل لها.
خرجت الشقيقتان في السادسة صباحا واستقلتا الميكروباص مع عدة فتيات أخريات أصدقائهن من القرية ليذهبن معا للعمل وكسب لقمة العيش ومساعدة أسرهن.
ولكن كان للقدر كلمة أخري سقطت السيارة الميكروباص من أعلي معدية ابو غالب التي تربط بين محافظتي الجيزة والمنوفية لتقفز ميادة من الباب قبل سقوط السيارة وتغرق روان.
الحقني يا بابا العربية غرقت.. هكذا استغاثت ميادة بوالدها لتخبره بغرق السيارة التي تستقلها شقيقتها ولكنت كانت الصدمة نجت ميادة وغرقت روان.
وتمكنت قوات الإنقاذ من انتشال جثمان روان صاحبة الـ 14 عامًا وتنقل ميادة إلي المستشفي في حالة انهيار عصبي لما شاهدته.
جمعتهما الإخوة وفرقهما الموت رغم خروجهما معًا للعمل ولكن كان للقدر كلمة أخري ماتت روان وعاشت ميادة.
ساد الحزن بين أبناء العزبة الذين تجمعوا مرتدين الأسود بينما ذهب الرجال إلى محافظة الجيزة ومستشفي وردان لاستلام جثمان الصغيرة لدفنه في مقابر الأسرة بالقرية.
بينما جلست الشقيقات الأربعة يبكين شقيقاتهن وما حدث لهن من فاجعة أصابت الجميع.
وكانت قوات الإنقاذ النهري في محافظة الجيزة قد تمكنت من انتشال جثامين 11 فتاة بينما يتم البحث عن 3 آخرين وأيضا تم إنقاذ 9 فتيات وذلك بعد غرق ميكروباص وسقوطه في المياه أثناء وقوفه علي معدية أبو غالب للعبور إلى الجانب الآخر لمحافظة الجيزة.