«مش هاخد فلوس مشقيتش فيها».. قصة الأم التي قالت «لا» في عز حاجتها.. «الحاجة رضا» صدمت مذيع الشارع أحمد رأفت.. تربي أيتام وقالتله «هي الفلوس ديه حلال؟».. ووزعت 1000 جنيه على زملائها في الشغل
رغم بساطتها وحاجتها الماسة إلى بضع جنيهات تعينها على تربية أطفالها أيتام الأب، وتوفير أبسط متطلباتهم اليومية من المآكل والمشرب، إلا أنها تخوفت بشدة من الحصول على أموال لا تعرف مصدرها، وكان سؤالها صريحا «هي الفلوس ديه حلال؟»، بهذه الكلمات فاجئت إحدى السيدات مذيع الشارع أحمد رأفت، برد فعلها غير المتوقع، أثناء منحها 1000 جنيه، فازت بها نظير مشاركتها في مسابقة ترعاها إحدى شركات المحمول.
خايفة ليه يا حاجة؟
السيدة رضا محمد جمعة، صاحبة الـ55 عاما، التي يرتسم وجهها بملامح الشقى الممزوجة بتعبيرات الرضا التي تستمدها من أسمها، وروح الكفاح النابعة من هيئتها المتواضعة، في تركيبة ساحرة تجذبك إليها وتجبرك على احترامها ودعمها بدون تردد، لم تفكر لحظة في أن تحصل على الأموال، وترددت كثيرا لدرجة أن أحمد رأفت سألها: «أنتي خايفة ليه يا حاجة»، لترد عليه بتلقائية: «يعني هي حلال كده؟»، قبل أن يجيبها: «أيوة حرام ليه»، فكان مبررها لرفض الحصول على المبلغ واضحا، عبرت عنها بلغة بسيطة، قائلة: «عشان أنا مشقيتش بيها».
ست شريف بـ100 راجل
تحول فيديو «الحاجة رضا» وجملتها الأبرز «هي الفلوس ديه حلال؟»، خلال لقائها مع مذيع الشارع أحمد رأفت، أثناء تصوير برنامجه «جبر الخواطر»، إلى رمزا للأم المكافحة التقية التي لا تغريها عطايا الدنيا رغم قسوتها، وبدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون الحلقة بشكل كبير، مدعوما بتعليقات الثناء والدعاء لها بالبركة والثبات والرزق الواسع.
علق أحمد عبد الباسط: «عندما تكون الفطرة نقية وسليمة ولا يصيبها أي تدنيس من مفاتن الدنيا.. بارك الله فيك يا أمي ورزقنا الرضا والقناعة زي حضرتك كده.. نسيت أقولك حاجة يا أمي والله ضحكتك فيها راحة نفسية رهيبة، لا تقدر بكنوز الدنيا كلها»، وأضاف أبو مالك سيد: «بصراحة نموذج رائع للست المصرية الأصلية.. بارك الله فيك وجزاك كل الخير».
واستوقفت نورهان عيسى جملة «الفلوس حلال ولا حرام، عشان مشقتش بيهم»، قائلة: «جملة تستحق الوقوف عندها فعلا، هى دى الناس اللى بيعرفوا معنى القرش لما بيجيلهم بعد تعب، ست فعلا بس بميت راجل كلها قوة وإيمان ورضا»، وأيدتها عائشة محمد: «جملة تتبروز، في عز ما هي محتاجة مجريتش على الفلوس وأخدتهم، ولا نسيت ربنا في لحظة وسألت حرام ولا حلال.. الفلوس فعلا في إيديها مش في قلبها.. ربنا يراضيها ويسعدها ويرزقها خير الدنيا والآخرة».
وكتبت سماء سامي: «سبحان الله.. سيدة بسيطة جدا جدا، تأبي أن تقبل المال لشكها إنه قد يكون فيه شبه حرام.. على الرغم من كثير من الناس تصور فيديوهات يوتيوب ليس لها أي طائل، وتربح مبالغ باهظة.. اللهم ثبتنا على الحق وباركلك في أولادك يا حاجة»، وقال جمال علي: «اللي أمه مثلك مش يتيم يا حاجة والله.. أنت وأولادك أغنى من مليارديرات وملوك وأمراء.. أنا والله فخور بك جدا.. أم مصريه جدعة وشريفة.. ربنا يسعدك بأولادك».
أحمد رأفت مصاب بالصدمة
اعتاد أحمد رأفت على تصوير فيديوهات في الشارع، بهدف دعم المواطنين البسطاء، بهدف «جبر الخواطر»، إذ يعتمد على أن يوجه إليهم أسئلة سهلة للغاية، من خلال مسابقة، ليمنح الفائز أموالا مقابل الإجابة على تلك الأسئلة، مشيرا إلى أن «الحاجة رضا»، التي ظهرت في الفيديو كان من المفترض أن تحصل على 1000 جنيها، وعندما كشفت أنها تربي أيتام، منحت أضعاف المبلغ.
وأوضح رأفت، أن رد فعل السيدة، أصابه بالدهشة الشديدة، كاشفا أنها كانت في طريق العودة إلى منزلها بعد انتهاء عملها، وأن مديرها كان في موقع التصوير أمام فندق الماريوت بمنطقة الزمالك، ويشاهدها، والتي لجأت إليه لسؤاله عن أحقيتها في الحصول على المبلغ، إذ سألته: «يا أستاذ مصطفى هو أنا ينفع أخد الفلوس دي؟»، ليرد عليها بالإيجاب.
تصرف جديد مفاجئ من الحاجة رضا
كشفت «الحاجة رضا»، أن مذيع الشارع أعطاها في البداية مبلغ 1500، بعدما سألها «إيه اللي لابساه ده» وأجبته بأنه «خمار»، ثم أعطاها مبلغ آخر مماثل، بعدما علم أنها تربي أيتام، لكنها رفضت أن تحصل عليه بمفردها، وقررت أن «تراضي» زملائها في العمل، إذ تعمل في خبز العيش بأحد المطاعم قرب نادي الجزيرة، موضحة أنها وزعت 1000 جنيه، واحتفظت بباقي الأموال من أجل أبنائها.