يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. هكذا نعى الضابط الخائن صديقه المقدم محمد مبروك
«يقتل القتيل ويمشي في جنازته»، عبارة شهيرة يرددها المصريين وتشير إلى أدعاء القاتل براءته فيحضر جنازةالقتيل ويسير خلف نعشه متظاهرًا ومتسلحًا بمظاهر الحزن والحسرة على الفقيد بعكس ما يكمن بداخله.
لكن هذا غالبًا ما يكون في الخيال أو نادرًا ما يحدث ذلك فدائمًا يهرب القاتل ولا يحضر جنازة المقتول، لكن في قصة الشهيد الضابط بالأمن الوطني محمد مبروك كانت هناك قصة حقيقية أكدت هذه المقولة واقعيًا.
فالقاتل سار في جنازة المقتول ولكن على طريقته الخاصة، فبعدما أرشد القاتل عن مكان وأعطى معلومات للأرهابيين سهلت قتل زميله، وبعد تنفيذ العملية راح يندب ويتسلح بكافة مظاهر الخداع متظاهرًا بحزنه على فراق صديقه الذي تسبب نفسه في قتله بشكل مباشر.
محمد عويس الضابط الخائن كما يطلق عليه، الذيكان يعمل في الإدارة العامة للمرور، برتبة عقيد، والذي ظهر في مسلسل الاختيار،كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيناستشهاد المقدم محمد مبروك، عدة منشورات ندب فيها ونعى صديقه المغدور به محمد مبروك حتى لا يفتضح أمره باعتباره المتسبب الرئيسي في استشهاده وكتب: “حسبي الله ونعم الوكيل.. يا حبيبي يا مبروك يا صديق واخي ورفيق الحياة لا نزكيك على الله.. ونحتسبك من الشهداء.. اللهم ارحمه واغفر له وادخله جنتك مع الشهداء والصديقين”.
ظهر الضابط محمد عويس في مسلسل الاختيار 2 الحلقة 8 الذي جسد شخصيته الفنان أحمد شاكر حيث اشترك مع خلية أنصار بيت المقدس في رصد وتتبع واغتيال المقدم الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني بعد قيامه بامدادهم بمعلومات عن منزل ورقم سيارة وكافة تحركات الشهيد والتي بموجبها تم اغتياله ب12 رصاصة غادرة في مدينة نصر بعد رصد تحركاته.
وتعود قصتهما فالمقدم محمد عويس ومحمد مبروك كانا صديقان منذ التحاقهما بكلية الشرطة وظلا صديقان حتى بعد التخرج لكن كل منهما اختار طريقه المقدم محمد مبروك قدم روحه فداء للوطن والضابط محمد عويس اختار خيانة الوطن والتعاون مع الارهابيين.
محمد عويس ضابط المرور ادلى بمعلومات عن صديقه المقدم الشهيد محمد مبروك مقابل الحصول على مبلغ 2 مليون جنيه بعد فض اعتصام رابعة بدأت جماعة الاخوان الارهابية في اعداد قائمة اغتيالات من قيادات وضباط الشرطة وكان على رأسهم المقدم الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني
اللافت أن منشورات العقيد الخائنأوضحت أنه في يوم 16 نوفمبر من عام 2013 أيقبل استشهاد محمد مبروك بيومين، وبعدما انتهى من مهمته في تسليم كافةالمعلومات التي سهلت استشهاد صديقه، توجه إلى “المصيف”، وعندماسمع خبر استشهاد صديقه محمد مبروك وكتب منشورات النعي “المزيفة”، رجع للقاهرة وحضر الجنازة وحملنعش صديقه الذي غدر به.
المقدم محمد مبروك كان الشاهد الأول والرئيسي في قضية التخابر المتهم فيها محمد مرسى وقيادات الإخوان، وبدأت العناص الإرهابية في استقطاب محمد عويس الضابط الخائن بعد اغرائه بالأموال ونظرًا لقربه الشديد من الشهيد محمد مبروك سرب كافة المعلومات التي أدت لاغتياله.
وعقب اغتيال الضابط محمد مبروك فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقات موسعة في الواقعة حتى توصلت إلى المتهمين بارتكاب الجريمة وبمناقشتهم اعترفوا على الضابط محمد عويس بتسريب المعلومات الخاصة عن الشهيد مقابل الحصول على مبلغ مالى القت الاجهزة الامنية القبض عليه وامرت نيابة امن الدولة بحبسه هو واخرين بتهمة اغتيال الشهيد محمد مبروك وعاقبتهم المحكمة بإعدام محمد عويس و36 آخرين وتم نقض الحكم،وجارى اعادة نظر القضية .