«صندوق الذكريات - 9 رمضان».. القدرة الألهية تكافئ «الصقر» من بوابة الصيام قبل مونديال 2010
لا يتوقف عشاق الساحرة المستديرة خلال شهر رمضان المبارك، من استعادة ال الخاصة الرياضة المصرية في السنوات الماضية، والتي شهدت مواقف ومباريات لا تنسى من ذاكرة المتابعين للمستطيل الأخضر.
ويواصل موقع "بصراحة الإخباري" على سرد واستعراض اللقطات المثيرة والحكايات التاريخية لنجوم الكرة المصرية، من خلال تقديم السلسلة اليومية" صندوق الذكريات في رمضان" التي نستعيد بواسطتها روايات سُطرت بأقدام لاعبي الفراعنة خلال الشهر الكريم.
القدرة الألهية تكافئ «العميد» من بوابة الصيام قبل مونديال 2010
القصة تعود لقمة مصرية إفريقية من العيار الثقيل يتمثل طرفيها منتخبا مصر ورواندا، وتعد هذه المباراة بمثابة الأمل الحاسم للفراعنة في العبور لمونديال جنوب إفريقيا 2010، ذلك الحلم الذي غاب عن الفراعنة منذ التسعينات مع جيل الجوهري في 90 بمونديال إيطاليا.
ودخل منتخب مصر التصفيات النهائية لكأس العالم بآمال مرتفعة، ومنتخب متكامل وقوي تمكن من إحراج كبار القارة السمراء، لكن كانت البداية على غير المتوقع وتعادل مع زامبيا في القاهرة، وفي المباراة الثانية ضد المنتخب الجزائري في الجزائر، خسر الفراعنة بنتيجة 3-1، وسط مباراة شهدتها أحداث غريبة بتسمم لاعبي منتخب مصر قبل المباراة، لتتحطم آمال الفراعنة في التأهل.
وجاءت بعدها بطولة كأس القارات لتحيي أمل الفراعنة في استعادة مستواهم، وتمكن حسن شحاتة وأبناءه من إحراج البرازيل والفوز على ألمانيا بطل العالم، ليعود مرة أخرى إلى التصفيات، وواجه منتخب مصر رواندا في القاهرة وسط ملايين من المشجعين خلف المنتخب لتحقيق حلم المونديال، وعلى الرغم من أنها كانت مباراة سهلة إلا أنها تصعبت، وأُهدرت العديد من الفرص، وفي الدقيقة 66 أحرز محمد أبو تريكة الهدف الأول، وانتهت المباراة لصالح منتخب مصر بثلاثية نظيفة، عادت الثقة مرة أخرى والأمل في التأهل إلى كأس العالم 2010.
ويوم 5 سبتمبر، عاد المنتخب لمباراة الجولة الرابعة ضد رواندا في رواندا، لكن هذه المباراة كانت في أجواء مختلفة، لأنها كانت عصر يوم 15 رمضان، وسط أجواء حارة، وغياب العديد من اللاعبين مثل عماد متعب ومحمد زيدان.
وفي ظل الأجواء السابقة في أفريقيا، قال سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، إن جميع لاعبي مصر لن يصوموا خلال مباراة رواندا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وأضاف: "هناك قناعة لدى جميع اللاعبين بلا استثناء بضرورة الإفطار يوم المباراة واستعمال الرخصة، ولن نجبر اي لاعب على الإفطار أثناء التدريبات التي ستسبق المباراة".
والتقي زاهر مع لاعبي منتخب مصر قبل السفر إلى رواندا، وتناول معهم الإفطار، لتحفيزهم قبل التوجه إلى كيجالي، كما أنه رافقهم في هذه الرحلة، لأن المباراة مصيرية ولا بديل عن الفوز، حسبما ذكر في تصريحات نقلتها رويترز.
وأثير الجدل في الشارع المصري بسبب الإفتاء للاعبي منتخب مصر بالإفطار في المباراة، وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية آنذاك، إن الفتوى التي تناولتها الصحف بشأن إفطار لاعبي كرة القدم لم تصدر من الدار مخصوصة للاعبي المنتخب القومي أو لأي فريق آخر، وإنها صادرة عن الدار منذ عام 2008، لافتاً إلى أن الفتوى تقوم على التجريد والعمومية والنظر إلى الواقع المحيط، خاصة أن كرة القدم في الوقت الحالي أصبحت أكل عيش وعملاً يحكمه عقود ولوائح.
وجاء يوم الحسم، الأمل الوحيد للبقاء على فرصة منتخب مصر للتأهل إلى كأس العالم 2010، مباراة مصر ورواندا، قرر حسن شحاتة عدم إشراك أحمد حسن، الذي حدثت معه مشاكل بسبب إصراره على الصيام واختلف مع الجهاز الفني، لكن قبل 7 دقائق فقط من بدء المباراة، تدخلت القدرة الإلهية، وتعرض محمد أبو تريكة للإصابة بشد ولم يتمكن من لعب المباراة، ليشارك بدلا منه أحمد حسن، الذي خالف فتوى دار الإفتاء بجواز الإفطار وصام المباراة، لكنه لم يصم عن التهديف.
وبدأ منتخب مصر المباراة بالتشكيل التالي، عصام الحضري، هاني سعيد، وائل جمعة، أحمد سعيد أوكا، أحمد فتحي، سيد معوض، حسني عبدربه، محمد شوقي، أحمد حسن، السيد حمدي، أحمد رؤوف.
وقال حسن عن هذه المباراة: "تألقت وأنا صائم وكان هناك مشاكل على موضوع الصيام وحصل اختلافات مع الجهاز الفني، كنت على مقاعد البدلاء، وشعرت بالحزن حتى قال لي كابتن عبد الواحد إن أبو تريكة مصاب، وهذا كان قبل المباراة ب 7 دقائق فقط، وطلب مني التسخين".
وكانت المباراة صعبة بسبب الأجواء شديدة الحرارة في شهر رمضان، وحاول منتخب مصر مرارا وتكرارا، لكن دون جدوى، وفي الشوط الثاني قل مجهود لاعبي منتخب مصر، وصد عصام الحضري كرة كانت كفيلة بقتل اللقاء والقضاء على حلم الفراعنة في التأهل إلى كأس العالم 2010، وفي الدقيقة 68، حسم أحمد حسن المباراة وسجل هدف الفوز، واحتفل رافعا يديه إلى السماء.
وتحدث حسن عن احتفاله، قائلا: "عادة عندما أحرز هدف احتفل بطريقة معينة، لكن في هذه المباراة احتفلت رافعا يدي إلى الأعلى، كأنني أدعي عليهم"، واحتفل معلق المباراة بالهدف باكيا، مرددا: "الله أكبر".