الحرق أو أكل الجثث.. هكذا يتم دفن من يموت في الفضاء
رحلة الفضاء دائما تكون محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي إلى العديد من الوفيات، هو ما أكده رئيس شركة "سبيس إكس" إيلون ماسك، في وقت تطمح فيه البشرية إلى الهبوط على سطح المريخ، وقال: "إذا كنت تريد الذهاب إلى المريخ فاستعد للموت"، بحسب دويتشه فيله".
ماذا يحدث إذا توفي رائد فضاء في الطريق إلى المريخ أو على سطحه؟ الصورة لمحاكاة يظهر فيها رائد فضاء على سطح المريخ
لقى 21 شخصا حتفهم منذ أن انطلق أول شخص إلى الفضاء قبل 60 عاماً، بحسب صحيفة "ديلي ميل البريطانية". ولكن مع سعي وكالات الفضاء إلى إرسال أول مهمة مأهولة إلى المريخ، من المتوقع أن حالات وفاة رواد الفضاء سترتفع.
فرواد الفضاء المتجهون إلى الكوكب الأحمر سيقضون سبعة أشهر على الأقل داخل كبسولة على مسار لم يسلكه البشر أبداً، وإذا نجوا من الرحلة إلى الكوكب الأحمر، فسوف يتوجب عليهم تحمل البيئة القاسية لعالم المريخ.
وإذا مات أحد أفراد الطاقم، فقد يستغرق الأمر شهوراً أو سنوات قبل إعادة الجثة إلى الأرض، ما يثير سؤالاً واحداً: ماذا يحدث لجثة الشخص الذي يموت في الفضاء؟
اقرأ أيضا:مجلس الشيوخ يوافق على إلغاء إجازة التصويت الإلكتروني بانتخابات المهندسين (صور)
اقترح الخبراء عدداً من الطرق للتخلص من الجثة، بما في ذلك إطلاقها في الفضاء المظلم أو دفن الشخص على سطح المريخ بشرط حرق البقايا أولاً حتى لا تلوث سطح الكوكب الأحمر.
ومع ذلك، فإن أسوأ سيناريو تم تقديمه من قبل الخبراء حتى الآن، هو عندما ينفد الطعام لدى رواد الفضاء الآخرين ولا يتبقى لديهم أي شيء صالح للأكل، ما يجعلهم يضطرون لأكل جثة رفيقهم الذي مات في الطريق.
وبحسب مجلة "بوبيولار ساينس" العلمية الأمريكية، فإن وكالة ناسا لم تضع بروتوكولات للتعامل مع حالات الموت في الفضاء بعد، لكن الباحثين في علوم الفضاء في جميع أنحاء العالم وضعوا عدة طرائق للتخلص "باحترام" من جثة رائد الفضاء عند موته في الفضاء.
تجميد الجثة أم إطلاقها في الفضاء؟
وبحسب الخبراء، إذا مات أحد أفراد الطاقم أثناء القيام بالرحلة التي تزيد عن 170 مليون ميل إلى المريخ، فيمكن وضع جثته في مخزن بارد أو تجفيفه بالتجميد حتى تصل المركبة إلى الأرض. لكن التجفيف بالتجميد في الفضاء يختلف كثيراً عما يحدث على الأرض، إذ يجب وضع الجثة خارج الكبسولة، ما سيجعلها تتجمد في الفضاء.
ولكن إذا لم يكن تجميد الجثة ممكناً، يقترح بعض الخبراء إطلاق جثة المتوفى في الفضاء. وتقول كاثرين كونلي، من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا، لمجلة "بوبيولار سينس": "حالياً، لا توجد إرشادات محددة في سياسة حماية الكواكب، سواء على مستوى وكالة ناسا أو على المستوى الدولي، من شأنها معالجة مسألة 'دفن' رائد فضاء متوفى عن طريق إطلاقه في الفضاء''.
ورغم أن إطلاق الجثة في الفضاء هو الخيار الأسهل، حيث ستصبح محاصرة في مسار المركبة وتبقى في المكان الذي تم تركها فيه بالضبط. لكن المشكلة أنه إذا اختارت العديد من البعثات هذه الطريقة، فإن الصواريخ المستقبلية المتجهة إلى المريخ ستحلق عبر "بحر من الجثث"، بحسب الخبراء.