صحة حديث إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

تختلفُ آراءُ العلماءِ في صحة حديث إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، صحةِ هذا الحديثِ:

صحة حديث إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

الرأيُ الأول:

يُصحّحُ هذا الحديثَ بعضُ العلماءِ، منهم الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ والإمامُ الترمذيُّ، إذ يستدلونَ على صحّةِ الحديثِ بما رواهُ أبو موسى الأشعريُّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قالَ: "إنَّ اللهَ تعالى يُطلعُ إلى خلقهِ ليلةَ النصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقهِ إلا لمشركٍ أو مشاحنَ".

الرأيُ الثاني:

يُضعّفُ هذا الحديثَ بعضُ العلماءِ، منهم الإمامُ البخاريُّ والإمامُ النسائيُّ، حيث يستدلونَ على ضعفِ الحديثِ بوجودِ بعضِ الرواةِ الضعفاءِ في سندِهِ.

الراجحُ من أقوالِ العلماءِ:

الحديثُ حسن لا يُمكنُ الاحتجاجُ بهِ، لكنْ يُستحبُّ للمسلمِ اغتنامُ ليلةِ النصفِ من شعبانَ بالطاعاتِ والقرباتِ، من صلاةٍ ودعاءٍ وذكرٍ واستغفارٍ.

لذلك لا يُمكنُ الجزمُ صحة حديث إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، لكنْ يُستحبُّ للمسلمِ اغتنامُها بالطاعاتِ والقرباتِ.

فعن عائشة قالت استيقظتُ فإذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليس في البيتِ فخرجتُ أطلبهُ فإذا بهِ قد أقْبَلَ وكرهتُ أن يرانِي فرجعتُ أسعَى فأتى وقد علا نفسي فقال ما لك فكرهتُ أن أخبرهُ فأقسَمَ علي فحدثتهُ فقال كلا ولكنْ هذهِ ليلةٌ يعتقُ اللهُ فيها من النارِ أكثرَ من عددِ شعْرِ غنمِ كلبٍ ويطلعُ فيها إلى أهلِ الأرضِ فيغْفِرَ فيها لمن يشاءُ إلا لمُشْركٍ أو مشاحنٌ وتلكَ ليلةُ النصفِ من شعبانَ.