من عشوائية «الجبلاية» لـ إعلانات السخرية داخل «الفراعنة».. عوامل تسببت في سقوط مصر بكأس أمم إفريقيا

ما زال الحديث عن خروج منتخب مصر من بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، محور حديث الشارع الرياضي المصري، وذلك بعد الخسارة في دور ثمن النهائي أمام الكونغو الديمقراطية، خلال المباراة التي أقيمت أمس الأحد، في العاصمة الإيفوارية أبيدجان. 

وخسر الفراعنة بقيادة البرتغالي روي فيتوريا في دور الـ16 ضد الشياطين الحمر، بنتيجة 8-7 في الضربات الترجيحية، بعد التعادل في الأشواط الإضافية 1-1، ليودع المنتخب الوطني العُرس الكروي الإفريقي، ويفتح أبواب الإقالة للخواجة الذي فشل في العبور لموقعة ربع النهائي من ناحية وتحقيق أي انتصار في المسابقة القارية من ناحية أخرى. 

وسقط فيتوريا في مرمى النيران من قبل الجماهير المصرية، لا سيما بعد المستوى والأداء السلبي الذي قدمه المنتخب الوطني من بداية البطولة، حيث خاض منتخب مصر 4 مباريات لم يتمكن في خلالها الخروج بأي فوز، قبل أن يُقصى المنتخب في مواجهة الكونغو، الأمر الذي جعلت الأصوات في الوسط الرياضي تطالب برحيل المدرب البرتغالي عن منتخب مصر. 

ويتعرض المسؤولون عن المنتخب المصري واتحاد الكرة، لموجة انتقادات لا مثيل لها، لا سيما بعد سيناريو الخروج المتكرر من المسابقات القارية في النسخ الماضية، وفشل حصد الألقاب خلال العقد الأخير، إذ يعود آخر تتويج للفراعنة في نسخة أنجولا التي أقيمت 2010 وحصدها المصريين على حساب المنتخب الغاني بهدف جدو الذي لٌقب بالبديل الذهبي.

وفي سطور التقرير التالي.. يحلل موقع "بصراحة الإخباري".. من يتحمل خروج الفراعنة من الكان والمسئول عن وصول الكرة المصرية لهذه الوضعية الصعبة؟ 

المعسكرات والمباريات الودية الضعيفة 

قبل بداية كأس أمم إفريقيا، أقام مسؤولو الكرة المصرية بعض المباريات الودية ضد المنتخبات في التصنيف الثاني والثالث على مستوى الكرة الإفريقية، وهذا الأمر لتسهيل المهمة أمام المدرب البرتغالي فيتوريا الذي نجح في تحقيق الانتصار في معظم اللقاءات غير الرسمية. 

وخاض الفراعنة تحت قيادة الخواجة 8 مباريات ودية، كانت ضد جنوب السودان وزامبيا وتنزانيا وبلجيكا والجزائر وتونس والنيجر وليبريا، وخرج في معظمها منتصرًا باستثناء تونس والجزائر، حيث خسر أمام نسور قرطاج وتعادل مع محاربي الصحراء؛ لإنهما أصحاب مراكز متقدمة في التصنيف الإفريقي. 

وتعد هذه المباريات دون المستوى أمام الفراعنة، والذي بدورها كشفت المستوى الحقيقي للمنتخب الوطني في المباريات الأساسية بمنافسات الكان المقامة حاليًا على أراضي الأفيال الإيفوارية. 

المجاملات في قائمة المنتخب النهائية 

لا أحد من كبار الكرة المصرية ومتابعي الساحرة المستديرة في مصر، ينكر أن قائمة منتخب مصر النهائية التي خاضت منافسات كأس الأمم الإفريقية، شهدت مجاملات واختيارات غريبة كرويًا، وهذا الأمر ظهر بوضوح أثناء مباريات الفراعنة بدور المجموعات أمام موزمبيق وغانا والرأس الأخضر. 

وظهرت قبل أمم إفريقيا، أسماء في قائمة المنتخب أثرت جدلًا وغضبًا كبيرًا بين الجماهير، لا سيما بعد اختيار بعض اللاعبين الذين لا يلعبون لفترة طويلة مع أنديتهم، أمثال أحمد حجازي الذي كان يعاني من الرباط الصليبي مع اتحاد جدة، وأحمد فتوح المستعبد لأكثر من 3 أشهر في نادي الزمالك، فضلًا عن ذلك استبعاد بعض الوجوه التي تلعب دور بارز داخل المستطيل الأخضر. 

ويعد طارق حامد نجم ضمك السعودي، وحسين الشحات جناح النادي الأهلي، أبرز الأسماء المؤثرة التي خارجت من قائمة الفراعنة والتي قدمت مستويات متميزة قبل البطولة، لكن فيتوريا أدار وجهه لهذه الأسماء. 

إعلانات السخرية في منتخب مصر 

من الأمور التي تثير غضب الجماهير من المسؤولين عن المنتخب الوطني، يكمن في السماح للاعبين بإجراء بعض الإعلانات التي تثير السخرية بين صفوف المنتخب، وهذا الأمر يشتت ويزرع حالة من التهاون وعدم الجدية بين اللاعبين. 

وشارك محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه في إعلان قبل البطولة، يطالبون المصريين بتغيير طرق المشاهدة على مباريات المنتخب، الأمر الذي أثار سخرية كبيرة قبل انطلاق البطولة. 

كسر الضوابط في صفوف المنتخب 

من أكثر العوامل المثيرة التي تسببت في ضياع جزء من مبادئ المنتخب الوطني والتي كان حسن شحاتة مدرب منتخب مصر خير ليل في الحفاظ عليها بالجيل الذهبي، هي الضوابط والقواعد داخل الفريق، وهذا العامل كُسر بين فيتوريا واللاعبين المتواجدين في الوقت الحالي بالمنتخب. 

وجاءت كسر الضوابط بين فيتوريا واللاعبين، عندما استبعد الخواجة الثلاثي إمام عاشور وحسين الشحات وطارق حامد 3 مباريات، وذلك قبل أن يعود في قراره ويشارك إمام عاشور  في جولتين من الثلاث جولات بالمعسكر الأخير للفراعنة. 

فوضى الانتقالات

 من العوامل والأسباب التي أحدثت نوع من أنواع الاستفزاز بين عشاق الكرة المصرية، أثناء مشاركة منتخب مصر في أمم إفريقيا، هي إعلان انتقال اللاعبين وضم غيرهم في الأندية المحلية، مثال انتقال عمر كمال من فيتوتشر للأهلي قبل بطولة، وأيضًا رحيل أبو جبل حارس البديل للشناوي بالفراعنة للمارد الأحمر، الأمر الذي بالتأكيد أدخل اللاعب في من السرحان وعدم التركيز الكامل. 

رحيل صلاح عن معسكر المنتخب المصري 

أثارت الأزمة التي نُشبت بين الجماهير المصرية ومسؤولي المنتخب المصري، بالسماح للدولي محمد صلاح لليفربول من أجل تلقي العلاج، بعد إصابته في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات أمام المنتخب الغاني. 

أزمة سفر صلاح شتتت اللاعبين من ناحية وصنعت الكثير من الغضب العارم بين الكثير من كبار الكرة المصرية الذي طالبوا بعدم سفر اللاعب وضروره استمراره مع اللاعبين، لدعم كتيبة فيتوريا، باعتباره أكثر لاعب في المنتخب يمتلك الخبرة من ناحية، وإنه قائد المنتخب من ناحية أخرى، والقائد لا يترك لاعبيه في أي حال من الأحوال. 

الثقة الزائدة من فيتوريا 

يعد عامل الثقة من الأسباب التي جعلت طريق المنتخب المصري، ليس مفروشَا بالورد رغم سهولة المنافسيسن في مرحلة المجموعات، فالثقة الزائدة التي دخل بها المنتخب الوطني كانت نقمة واضحة على اللاعبين، لا سيما في مباراة موزمبيق بالجولة الأولى. 

وظهر ذلك واضحاً من خلال الأداء الهزيل للاعبيه، ووجود سلبيات لدى المنافسين لم ينجح في ترجمتها واستغلالها، بخلاف عدم قدرته على تطوير الأداء فنياً، رغم ظهور السلبيات الدفاعية للمنتخب المصري بشكل واضح. 

وفي ناحية المسؤول عن تدمير هوية الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، فلا يوجد متسبب وراء حالة الانهيار إلا المنظومة في الاتحاد المصري، الذي يواصل استمراره في جلب المدربين أصحاب الخبرة القليلة على مستوى المنتخبات. 

المدرب البرتغالي فيتوريا، لم يسبق له تدريب أي منتخب سواء على مستوى الكرة الأوروبية أو الآسيوية أو الإفريقية، فضلًا عن راتبه الضخم دون تحقيق أو تقديم أي لمسات واضحة في تدريب الفراعنة، حيث يتقاضى الخواجة 200 ألف يورو شهريًا، وهذا ما يمثل على أرض الواقع إلا بالفساد الإداري وعدم وجود الرؤية الثاقبة في جلب مدرب جدير للمنتخب. 

وبعد رحيل إيهاب جلال المدرب السابق عن المنتخب الوطني، تولي الثعلب حازم إمام، عضو اتحاد الكرة بعد المنافشة مع جمال علام( رئيس مجلس الجبلاية) الدور الأكبر في تعيين المدير الفني الجديد، واستقطابه لقيادة الفراعنة وبناء مشروع جديد للمنتخب المصري يساهم في صعود الفراعنة لكأس العالم 2026، وحصد كأس الأمم الإفريقية الحالية التي خرج منها من دور ثمن النهائي.