المسحراتي.. قيمة تاريخية تحولت إلى سبوبة في رمضان
مهنة انحرفت عن مسارها خلال شهر رمضان المبارك، وتحولت من إيقاظ المواطنين قبل أذان الفجر، إلى سبوبة تزداد يوما تلو الآخر، من أجل كسب المال وليس الحصول على الثواب وأجر إيقاظ الصائمين.
وتحولت مهنة "المسحراتي" من رجل بسيط ممسكا بطبلة من الفخار، وبلحن مميز يطرب به الآذان لإيقاظ الصائمين، مع بعض الدعوات الدينية والأناشيد، إلى أن أصبحت مهنة «مودرن» اعتمد فيها المسحراتية الجدد على الطبل البلدى والمزمار، المخصص للأفراح الشعبية للتسول، مما أدى إلى فقدان المسحراتى قيمته التاريخية المرتبطة بالشهر المُبارك.
كشف محمد السيد عبد العال، ابن أقدم مسحراتي في محافظة الشرقية، أن والده اعتمد في تلك المهنة على الثواب وأنها عادة مصرية قديمة، ولكن طرأ عليها العديد من الدخلاء، معتبرين إياها وسيلة موسمية للتسول، إضافة إلى قيام النساء بالعمل بها فى الشهر الكريم، لاستنزاف أموال الأهالى بالتسول، دون تعرض الأمن لهم، موضحا أن حصلية الأموال التي يحصلون عليها خلال شهر رمضان تدفعهم لاستكمال مسيرة التسول بعد رمضان أيضًا.
اقرأ أيضا:تعرف على مواعيد مسلسلات قناة CBC في رمضان 2021
كشف فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق، أن عمل المسحراتى عادة قديمة تعوّد عليها الآباء والأجداد، حيث إنه شخص يقوم بإيقاظ الناس فى الفترة، التى لم تكن فيها وسائل إعلام كافية، فكان عمله إيقاظ الصائمين، وكان بعد ذلك مدفع يضرب للإمساك، ومن ثم مجموعة من الرجال كانت تجوب القرى ينبهون الصائمين أن وقت الإمساك قد حان.
وعن تحول التسحير للتسول، قال رئيس لجنة الفتوى السابق، إن التسول أيا كان حرام، ولكن النبى صلى الله عليه وسلم قال رد السائل برد جميل، ولكن يجب أن يكون السائل يحتاج إلى مساعدة.
وترجع مهنة المسحراتي، إلى إلى العصر الفاطمى، حيث كانت الجنود تتولى إيقاظ الناس بعد إسحاق بن عقبة، حيث إنه أول من طاف على ديار مصر لإيقاظ أهلها، وبعدها تم تعيين أحد الرجال عُرف بالمسحراتى، حيث كان ممسكًا بعصا يدق بها الأبواب، وبدأت بعض الدول العربية فى استخدامها أيضًا.