على هامش زيارة قيس سعيد إلى المحروسة.. مصر وتونس علاقات ممتدة عبر الزمان.. هموم واحدة وشعوب متماسكة.. قوة ودعم متواصل من جذور التاريخ
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ظهر اليوم بمطار القاهرة أخيه الرئيس التونسى قيس سعيد الذى يحل ضيفًا عزيزًا على مصر فى زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأنه سيتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية غدًا السبت بقصر الاتحادية من المقرر أن تتناول التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى أن اللقاء أيضًا يشمل النقاش حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فى كافة المجالات، خاصة على المستوى الأمنى والاقتصادى والاستثماري.
العلاقات المصرية التونسية عبر التاريخ
تمتد العلاقات المصرية التونسية إلى جذور التاريخ، فارتبط الشعبين ارتباطًا وثيقًا، وقدمت مصر دعمها الكامل للتونس الشقيق فكان دورًا متميزًا وفعالًا في دعم الحركة الوطنية التونسية ومساندة كفاحها ضد الاحتلال الفرنسي، لاسيما بعد أن تبنت مصر القضية التونسية في مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز.
كانت مصر الأولى ولربما الوحيدة الداعمة لقضية تونس الشقيق، وتسعى بكل السبل الممكنة وبدورها الريادي في المنطقة على تحقيق استقلال شقيقتها، فكان الدعم المعنوي والمادي والعسكري المصري، حتى حصلت تونس على استقلالها بموجب الاتفاقية التونسية الفرنسية في 20 مارس 1956.
وتوطدت العلاقات بين البلدين خلال معركة بنزرت أو معركة الجلاء في العام 1961 حتى 1963، عندما أعلن الرئيس عبد الناصر التأييد العام لتونس في حركتها من أجل الحرية، وتعددت اللقاءات الرسمية بين عبد الناصر والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة؛ منها الزيارة التي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر إلى تونس في 25 ديسمبر 1963 للمشاركة في احتفالات الجلاء.
أما تونس فقد وقفت إلى جانب مصر في كفاحها ضد العدوان الثلاثي عام 1956، وكانت الحكومة التونسية من أولى الحكومات التي دعمت مصر وأيدتها في قرار تأميم قناة السويس، كما شاركت تونس في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وشاركت أيضًا في حرب أكتوبر1973.
مصر المعبر الرئيسي لانتقال حجاج تونس وبلاد المغرب العربي إلى بيت الله الحرام
لم يكن ذلك فحسب، فمن قبل وعبر التاريخ أيضًا، تمثل مصر المعبر الرئيسي لانتقال حجاج بيت الله الحرام من تونس وبلاد المغرب العربي، وقد ترتب على ذلك تفاعل إنساني، وتبادل ثقافي بين هؤلاء الحجاج والشعب المصري.
وتشير الكتابات التاريخية إلى هجرة قبائل "بني هلال" و"بني سليم" إلى تونس؛ وهو ما تولد عنه أثر أدبي من أقدم السير الشعبية، عُرِفَ في تونس بـ"الجازية الهلالية"، وفي مصر بـ"السيرة الهلالية".
اتفاقيات تجارية حرة
في فبراير 2004، تم توقيع "اتفاق أغادير" بين مصر وتونس والمغرب والأردن؛ وهو الاتفاق الذي يمنح إعفاءات تجارية بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى مبدأ توحيد المنشأ لمدخلات السلع المتبادلة، وإمكانية تصديرها للاتحاد الأوروبي، ومن ثم شهدت مصر وتونس عدة اتفاقيات منها تيسير التبادل التجاري بين مصر والدول العربية واتفاقية التبادل التجاري الحر بين مصر وتونس واتفاقية منع الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي والصناعي، وكان ذلك في عهد الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك.
مصر وتونس بعد 30 يونيو
بعد نجاح ثورة 30 يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة في 2014، أخذ يسعى إلى تطوير العلاقات المصرية العربية والإقليمية والدولية، لذا شهدت العلاقات المصرية – التونسية تطورًا كبيرًا، حتى أنه في أكتوبر 2019، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تهنئة الشعبَ التونسي بانتهاء الانتخابات الرئاسية، وانتخاب قيس سعيد رئيسًا للجمهورية، ثم في مارس من نفس العام زار الرئيس السيسي تونس للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية، والتي ناقشت عدة موضوعات؛ أهمها ملف هضبة الجولان السورية المحتلة، والتطورات الفلسطينية، والملف الليبي، والتدخلات الإيرانية في الشئون العربية.
في نوفمبر 2017، استقبل الرئيس السيسي بالقاهرة رئيسَ الحكومة التونسية يوسف الشاهد، وقد شهد اللقاء استعراضًا لمجمل العلاقات الثنائية؛ واتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين خاصةً على الصعيد الاقتصادي، وتعزيز التبادل التجاري؛ بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين.
في مارس 2016، أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًّا بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي لتقديم التعازي في ضحايا الهجوم الإرهابي، الذي استهدف منشآت عسكرية وأمنية في مدينة بن قردان التونسية.
هموم الشعوب الشقيقة على رأس أولويات مصر وتونس
في أكتوبر 2015، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره التونسي الباجي قايد السبسي بالقاهرة، وقد بحث الرئيسان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتطورات الأزمة الليبية، والأزمة السورية، وسبل مكافحة الإرهاب، كما شارك الرئيس التونسي في احتفالات مصر بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر.