رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

ضاعت الفرصة الأخيرة.. القصة الكاملة لفشل مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.. القاهرة والسودان حاولا وأديس أبابا تعنتت ورفضت كل الاقتراحات.. الرئيس السيسي أعلن الخط الأحمر: نحذر ولا نهدد

سامح شكرى
سامح شكرى

أخذت أزمة سد النهضة، منحنى مختلف تماما، في اللحظة التي أعلن فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر لن تفرط في نقطة مياه واحدة من نهر النيل، في رسالة شديدة اللهجة، كاشفا عن تحرك جديد في قضية سد النهضة، قائلا: "خلال الأسابيع القليلة القادمة هايبقى فيه تحرك إضافى، ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشان ملء وتشغيل السد".

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: "بقول للناس كلها محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللى عاوز يجرب يجرب، إحنا مش بنهدد حد، وعمرنا ما هددنا حد قبل كده، وطول عمرنا حوارنا رشيد جدا، وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، وإلا هايبقى في حالة من عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد".

سامح شكرى والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى شاركا فى الاجتماعات التى عقدت فى كينشاسا،أمس وأول أمس،بدعوة من الرئيس فيليكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى للتباحث حول إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة الإثيوبى المتوقفة منذ عدة أشهر، بهدف التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونًا حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث المتشاركة فى النيل الأزرق ويحفظ حقوق مصر ويؤمنها من مخاطر وأضرار هذا السد الضخم، قبل أن يتم الإعلان عن فشل المفاوضات.

وأكد وزير الخارجية خلال اجتماع، أول أمس،أن مصر تفاوضت على مدار 10 سنوات بإرادة سياسية صادقة من أجل التوصل لاتفاق يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية، ويحفظ فى الوقت ذاته حقوق ومصالح دولتى المصب، وشدد على ضرورة أن تؤدى اجتماعات كينشاسا إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تتسم بالفاعلية والجدية ويحضرها شركائنا الدوليين لضمان نجاحها، حيث تعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل.

لكن نتائج الاجتماعات جاءتعلى عكس المأمول، إذصرح السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، اليوم، بأن جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي خلال يومي 4 و5 إبريل 2021 لم تحقق تقدما، ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات، حيث رفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر، بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث، كمارفضت إثيوبيا كذلك خلال الاجتماع جميع المقترحات والبدائل الأخرى التى طرحتها مصر وأيدتها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط فى المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.

ورفضت إثيوبيا مقترحامصرياتم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمته السودان بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونغولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة، وهو ما يثبت بما يدع مجالاللشك لقدر المرونة والمسئولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، ويؤكد على رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات.

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن هذا الموقف يكشف مجدداعن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيدا ولا ينطلي عليه.

وأكد السفير أحمد حافظ، أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناحول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.

واختتم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية أكد خلال الاجتماعات التي عقدت في كينشاسا عن تقدير مصر للجهد الذي بذله الرئيس فيليكس تشيسكيدي في هذا المسار وعن استعداد مصر لمعاونته ودعمه في مساعيه الرامية لإيجاد حل لقضية سد النهضة بالشكل الذي يراعي مصالح الدول الثلاث ويعزز من الاستقرار في المنطقة.

تم نسخ الرابط