من هو عز الدين القسام.. درس في الأزهر و أسس المقاومة الفلسطينية
من هو عز الدين القسام.. ولد القسام في جبلة، شمال غرب سوريا، لأب عبد القادر، مسؤول المحكمة الشرعية خلال الحكم العثماني وزعيم محلي للطريقة القادرية الصوفية، كان جده من كبار شيوخ الطريقة القادرية وانتقل من العراق إلى جبلة كما اتبع القسام الفقه الحنفي للإسلام السني ودرس في مسجد استامبولي المحلي على يد العالم المعروف الشيخ سليم طيارة،وفي الفترة ما بين 1902 و1905، توجه عز الدين القسام إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف.
من هو عز الدين القسام
واختلف المؤرخين حول من درس الشيخ القسام فالبعض أكد أن الشيخ محمد عبده هو من درسه والبعض الأخر أكد أن السلفي رشيد رضا هو من درسه، وهناك اتجاه آخر ينفي علاقة الشيخ عز الدين القسام بمحمد عبده والسلفي رشيد رضا، و الموقف الذي تبناه القسام فيما بعد تجاه القضايا السياسية في العالم العربي يشير إلى أنه كان على دراية جيدة بالأفكار التي تبناها عبده ورضا،و طور القسام التفكير الذي سيوجه نشاطه المستقبلي.
انتقد عز الدين القسام الإسلام الراكد، ووعظ بين صفوف المزارعين وغيرهم من السكان المحليين حول ضرورة وجود إسلام حديث، قادر على الدفاع عن نفسه من الاستعمار الغربي من خلال الجهاد (الكفاح المقدس). عاد إلى جبلة عام 1909 كعالم وعمل مدرسًا في المدرسة القادرية (مدرسة إسلامية) حيث قام بتدريس الممارسات الصوفية للطريقة القادرية الصوفية وفقه القرآن وتفسيره. بالإضافة إلى أنه كان إماماً لمسجد إبراهيم بن أدهم.
من هو عز الدين القسام
بعد عودته إلى جبلة، بدأ القسام برنامجًا للنهضة الإسلامية يعتمد على الإصلاحات الأخلاقية التي تضمنت التشجيع على المحافظة على الصلاة والصيام خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى الدعوة إلى إنهاء القمار واستهلاك الكحول. أثرت حملة القسام بشكل كبير على سكان جبلة الذين تبنوا إصلاحاته بشكل متزايد، وطور علاقات ودية مع الشرطة العثمانية المحلية التي كان يستدعيها لتطبيق الشريعة الإسلامية في حالات نادرة من الانتهاكات الجسيمة.
مؤسس المقاومة.. من هو عز الدين القسام
في بعض المناسبات، كان يرسل تلاميذه كحراس أهلية لاعتراض القوافل التي تنقل الكحول ثم يتم التخلص منها بعد ذلك. وعلى الرغم من الدعم للقومية العربية من بعض زملائه من خريجي الأزهر ومن بين الوجهاء السوريين، فإن ولاءات القسام على الأرجح كانت للإمبراطورية العثمانية كما تشير علاقته مع السلطات، وكان يحظى بتقدير كبير بين الكثير من سكان جبلة حيث اكتسب سمعة طيبة بالتقوى والأخلاق البسيطة وروح الدعابة.
بعد الغزو الإيطالي لليبيا في سبتمبر 1911، بدأ القسام في جمع الأموال في جبلة لحركة المقاومة العثمانية الليبية المشتركة وقام بتأليف نشيد النصر. سعى محافظ جبلة إلى السيطرة على حملة جمع التبرعات، وعندما استمر السكان المحليون في إرسال تبرعاتهم إلى القسام، حاول سجنه. وزعم محافظ المنطقة أن القسام كان يعمل ضد الدولة العثمانية، لكن التحقيق الرسمي وجد أنه غير مذنب، وبالتالي تم إقالة المحافظ