60 يوم على صورة حمدين وبشار تفتح السؤال من جديد.. نصدق مين فيكم.. صباحى 2012 أم حمدين 2023.. حمدين فى 2012 قال: أنا ضد طغيان بشار الأسد .. وفى 2023 قابله وجلس إلى جواره بقصر الرئاسة السورية
60 يوما بالتمام والكمال مرت على زيارة حمدين صباحى السياسى المصرى الكبير إلى دولة سوريا الشقيقة، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وهو اللقاء الذى جرى بشأنه مئات من التعليقات والكتابات الصحفية المختلفة فى عدد كبير من الصحف والمواقع العربية بين مؤيد ومعارض.
حمدين ونفاد الرصيد الشعبي
استحضار زيارة حمدين صباحى لـ بشار الأسد فى الوقت الحالى هي قراءة تحليلية ومحاولة للفهم عن أسبابها ودوافعها بكل هدوء والوقوف على النتائج المتعلقة بها وهل ما إذا كانت هذه الخطوة موقفة من جانب سياسى مصرى كبير بحجم حمدين صباحى أم أنها كانت مخيبة للآمال وأفقدته جانب كبير من شعبيته ورصيده لدى الشارع المصرى التى بناها عبر سنوات طويلة.
لقاء حمدين صباحى بالرئيس بشار الأسد جرى فى 2 أغسطس 2023 تحت عنوان عام وهو " العروبة والفكر القومى" وتحت عباءة ما يسمى بوفد المؤتمر القومى العربى ، وبات واضحا من اللقاء أن حمدين صباحى كان يحظى بإهتمام مبالغ فيه من الرئيس بشار الأسد مقارنة بباقى الوفد ، مثل جلوسه على يمين الرئيس بشار الأسد والتحرك إلى جواره فى الممرات الداخلية المؤدية إلى قاعة الاجتماع التى شهدت اللقاء إضافة إلى بعض المناقشات الجانبية مع بشار الأسد ، وهى المشاهد التى سجلتها الكاميرات.
حمدين وصف بشار الأسد 2012 بالطاغية وزاره في قصره بدمشق 2023
الملفت أيضا أن البيان الرسمى الصادر من رئاسة الجمهورية السورية تضمن 3 صور للقاء بينهما صورتين للوفد بشكل عام وصورة تجمع حمدين صباحى وبشار الأسد فى حديث ثنائى ، يمكن وصفه بأن حمدين صباحى يتحدث وبشار الأسد ينظر إليه باهتمام وملامح وجهه تتضمن ابتسامة وقبول.
مشاهد لقاء حمدين صباحى ببشار الأسد واللقاء الحميمى بينهما استعدت البحث عن موقف حمدين صباحى من بشار الأسد نفسه وقناعته كسياسى مصرى كبير تجاه بشار الأسد، والحقيقة أن البحث فى التصريحات السابقة لـ صباحى تجاه بشار الأسد كانت مفاجئة لأن صباحى كان ضد نظام بشار الأسد بشكل حاسم.
فى مارثون انتخابات 2012 التى خاضها صباحى تحت شعار "واحد مننا “ ظهر ضيفا على برنامج ”مصر تنتخب الرئيس" المذاع وقتها على قناة cbc ، الحلقة كانت من تقديم لميس الحديدى ومجدى الجلاد ، وجرى خلالها توجيه سؤال مباشر لحمدين باعتباره مرشح رئاسى عن رأيه فى نظام بشار الأسد، وأجاب صباحى بطريقته الحماسية وصوته القوى :"أنا مع الشعب السورى ضد طغيان نظام بشار الأسد".
حمدين صباحى هنا لم يصف نظام بشار بأنه نظام لا يتحدث إلى المعارضة أو يولى مصلحة الأغنياء على حساب الفقراء أو يقدم رجال الأعمال على أبناء الطبقاء الكادحة أو يبيع ثروات شعبه للخارج إنما وصف بشار بما هو أبعد وأقوى وأكثر حدة من ذلك، وقال :" أنا ضد طغيان نظام بشار الأسد " وهذا التوصيف يتضمن مصطلحات يوصفها أهل السياسة بأنها قاطعة وحاسمة وليست نسبية بما يعنى أن الرأى فيها نهائى لا عودة فيه مهما تغير الزمن .. نظام بشار طاغى ضد شعبه.
تصريحات صباحى عن بشار فى 2012 وصورته مع الأسد فى 2023 تضعه فى مأزق
الحقيقة أن هذا الرد بهذا الحسم بهذه الطريقة فى 2012 إذا ما قارناها حاليا بصورة حمدين صباحى مع الرئيس بشار الأسد فالتأكيد والثابت أن هناك تناقض واضح بين حمدين 2012 وحمدين 2023 ، وهناك تغير واسع فى الرأى ولكن يبقى السؤال المطروح هل التغيير فى الرأى مقبول على الممارسين للعمل السياسى وفق المعطيات أم هناك ثوابت لا مفر منها.
وهل يليق بسياسى كبير وبمرشح رئاسى مثل حمدين صباحى المرشح المحتمل فى 2012 والذى يقدم نفسه للشعب المصرى وقتها ويعلن عن رأيه بأنه ضد طغيان نظام بشار الأسد يخرج بعد 11 سنة ويجلس إلى جوار بشار الأسد فى القصر الرئاسى ويجتمع معه ويتبادل الحديث معه، وهل الانتقال الملفت لحمدين صباحى من رفض نظام بشار إلى الجلوس إلى جوار بشار هو أمر عادى فى قاموس السياسة لدى حمدين صباحى وهل كان حمدين صباحى يحتاج إلى من يذكره بتصريحه القديم فى شاشات التليفزيون أم أن حمدين صباحى قرر أن يغض الطرف ويتجاهل رأيه السابق عن بشار ويتحرك وفق أجندات سياسية جديدة.
هذا التقرير يهدف بشكل واسع لتحليل واحدة من الصور الشهيرة فى عالم السياسة العربية 2023 صورة رمز سياسى مصرى وهو حمدين صباحى مع رئيس دولة سوريا الشقيقة بشار الأسد، لا يوجد رأى مسبق على من يقابل من ولكن السؤال كيف قابل صباحى بشار الأسد وسلم عليه وهو من قال عنه “أنا ضد طغيان نظام بشار الأسد”.. هل تغيرت قناعات صباحى أم أن صباحى نفسه تغير ولم يعد هو الرجل الذى كنا نعرفه من قبل.