موكب المومياوات.. بعد صراع طويل من أجل الحكم وألغاز وفاة كل منهما.. الملكان على موعد مرتقب غروب شمس اليوم.. القصة الكاملة لعداء الأشقاء حتشبسوت وتحتمس الثالث لاستيلاء على العرش
تشهد القاهرة التاريخية، اليوم السبت،مع غروب الشمس حدثًا تاريخًا وفريدًا من نوعه، حيثيسير 22 ملكا وملكة كانوا في عصور مختلفة، في آن وتوقيت وموكب واحد.
من بين هؤلاء مومياء الملك تحتمس الثالث ومومياء الملكة حتشبسوت، اللذان تركا بصمة في تاريخ مصر على مدار آلاف من السنين وحتى الآن، وكان بينهما صراعًا كبيرًا.
بداية الصراع
شهدت مصر القديمة صراعاً شديد في الفترة ما بين 1504،1450قبل الميلاد وبين الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث من أجل الوصول لحكم البلاد مهما كانت التضحيات، فكلا منهما أراد الوصول إلي مبتغاه أيًا كانت الخسائر التي تعود علي الطرف الآخر من الحرب التي قامت بينهما.
تأزمت الأمور بين الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث بعد وفاة الملك تحمتس الثاني، واستمر الصراع نحو أكثر من نصف قرن، إلا أن الطرفين فشلافي الوصول إلى أي اتفاق من أجل حل الخلاف بينهما، وترآى لهما أن الوصول لمنصب الحكم لا يتحقق إلا بموت الطرف الآخر.
نشأة الصراع
بعد وفاة الملك تحتمس الثاني كان الطريق ممهداً لتحتمس الثالث من أجل الوصول إلى كرسي الحكم،ولكن أرادت الملكة حتشبسوت أن تكون هي التي تتولى حكم البلاد خلفاً للملك المتوفي.
من هنا بدأ الصراع بينهما، ومن قبل رأتالملكة حتشبسوت أن الوصول إلى العرش لن يأتي إلا بالزواج من الملك تحتمس الثانيوفي نفس الوقت أخيها غير الشقيق، وكل ذلك من أجل إدراك الغاية الوحيدة أن تكون حاكمة مصر الأولى وفي يدها كل زمام الأمور.
كان النظام السائد قديماً أن من يتولىزمام الحكم بعد وفاة الملك يكون أكبر الأبناء سناً، ولكن الغريب في الأمر كان أكبر أبناء الملك فتاة تدعي حتشبسوت وكانت ترى في هذا الأمر ظلم لها؛ لأن الأمر لابد أن يكون مساوياً بين كافة أبناء الملك حتى لو كان في أن يرث أحدهم الحكم خلفاً للملك.
حيلة محرمة من أجل الوصول إلي الحكم
لم تقف الفتاة حتشبسوت مكتوفة الأيدي وهي ترى أن عرش الحكم يزول من بين يديها ويذهب إلى الملك تحتمس الثالث، وبما أنها أكبر أبناء الملك سنا لجأت إلي شيئا من المكر فقررت أن تتزوج من أبيها وأنجبت منه بنتين، وتأزم الأمر حيث لم يكن هناك وريث حقيقي للملكة حتشبسوت، وتوفي الملك تحتمس الثالث من دون أن يأتي الطفل الذي تنظره الملكة، ليكون خلفاً ووريثاً للملك، وأن تتولى حتشبسوت الحكم من خلاله أبنائه ولكن الأمر لم يتحقق بالصورة التي كانت تخطط لها، وكان عمر الملك تحتمس الثالث آنذلك نحو أحد عشر عاماً، ولجأت الملكة إلى الشعب المصري أنه صغير السن ولم يدرك ماهية الحكم وأنه لا يستطيع تدبير الأمور وأن الدولة ستقع من خلال حكمه، ولكن لم توفق إلىذلك.
الحقيقة أن الملك تحتمس الثالث تولى الحكم في الظاهر وأمام الشعب ولكن الملكة هي من كانت تدير شئون الحكم من الداخل، السيدة الأولي في البلاط الملكي «حتشبسوت».
لم تكن ترغب الملكة حتشبسوت أن تكون الشخص الثاني في الحكم ورغبت أن تكون هي من تتولي زمام الأمور في البلاط الملكي، فصارت هي التي تصدر القرارات وتعقد الاجتماعات دون الرجوع إلى الملك تحتمس الثالث، وفقاً للعلماء الآثار المصريين أن الملك تحتمس الثالث، وكان مجرد صورة رمزية لإرضاء الشعب فقط، ولكن السيدة الأولى في الحكم هي الملكة حتشبسوت.
قتل الملكة يمهد الطريق لتحتمس الثالث
أثار وفاة الملكة حتشبسوت العديد من الألغاز التي لم نعرف أسبابها بعد، ولكن كل السبل أمام الملك الصغير من اجل التفرد بالحكم متاحة،وحتىإن وصلت إلىقتل شقيقته وزوجة أبيه، حيث لم يتعرف أحد علىوفاة الملكة، والأسباب والدوافعالتي أدت إلىذلك.
لقاء منتظر أخير بين الملك والملكة
بعد هذا الصراع الطويل، والغياب الذي طال كثيرًا وكثيرًا، اليومالملكين على موعد جديد ومرتقب في غروب شمس اليوم 3 أبريل 2021، حيث يلتقيا في موكب نقل المومياوات من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف الحضارة بالفسفاط مقرهم الجديد.