أسرار في حياة الملكة حتشبسوت.. تزوجت أخيها وأحبت وزيرها سرا وماتت بالسرطان
يشهد العالم اليوم، خروج ملوك مصر من المتحف المصري بالتحرير متجهين إلى مقرهم الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، فى موكب مهيب وضخم يضم 22 مومياء لملوك مصر القدماء، منها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات، أبرزهم الملك "حتشبسوت".
حتشبسوت الملكة المصرية القوية وواحدة من أشهر الشخصيات فى تاريخ مصر القديمة، التى قهرت التقاليد فى مصر الفرعونية لتصبح واحدة، ضمن أهم من حكموا مصر عبر عصورها المختلفة، فى أكبر فترة حكم لامرأة فى تاريخ مصر، امتدت ما بين 18-22 عامًا.
وحياة حتشبسوت مليئة بالأسرار، أبرزها سيطرتها على حكم مصر بخدعة "أمون"، ويقال إنها كانت الابنة غيرالشرعية للملك تحتمس الأول، والملكة أحمس، وعند وفاته كان من المفترض أن تتولى الحكم لكن تقاليد الملكية الفرعونية كانت تستوجب أن يكون الملك رجلًا.
وللخروج من ذلك المأزق تزوجت حتشبسوت من أخيها تحتمس الثاني، حيث توج بذلك ملكًا للوجه البحري والقلبي، واشتد الأمر تعقيدًا بعد وفاته، دون أن يترك وريثًا شرعيًا للحكم، فلم ينجب من حتشبسوت سوى بنتين، وكان تحتمس الثاني يريد أن يولي ابنه غير الشرعي تحتمس الثالث الحكم، ولم يتخطعمره 11 عامًا حين توفى والده.
كانت تدار شؤون البلاد في عهد تحتمس الثالث بمعرفة حتشبسوت على أرض الواقع وكانت تدير الأرض وفقًا لآرائها هي فقط، وأوضح الكتاب، أن الملكة حتشبسوت لم تكن الابنة الشرعية لتحتمس الأول فحسب، بل كانت أيضًا زوجة مقدسة لأمون، وهى وظيفة كهنوتية مهمة ظهرت مع بداية الأسرة الثامنة عشر، وكانت تشغلها عادة إحدى بنات الملك وأخواته، الأمر الذي مكنها من وضع معالجات سياسية ودينيه حمت جلوسها على العرش وانفردت بالحكم.
تميزت حتشبسوت بقوة شخصيتها، حتى أنها أبرزت نفسها فى زي الرجال وارتدت "النقبة الصيرة" والذقن المستعار، وأحبت وزيرها "سنموت" فى السر، وامتدت علاقتهما إلى العالم الآخر إذ شيدت له مقبرة بجانب معبدها.
وفاة حتشبسوت بالسرطان
ذكر مؤخرًا الدكتور زاهي حواس ملامح الملكة حتشبسوت وأسباب وفاتها، قائلًا:" حتشبسوت كانت ملكة بدينة، وأسنانها كانت متساقطة، ورحلت وهى فى الـ55 من عمرها، وكانت مريضة بالسكر، وماتت بسبب مرض السرطان، وكل هذا تم كشفه من خلال الأشعة المقطعية".
وتميز عصر حتشبسوت بالسلام والازدهار وتحسن قوة الجيش وتأمين الحدود المصرية لتوطيد وتنمية العلاقات والصلات الدبلوماسية والتجارية مع دول مصر المجاورة، وتميز عصرها بالإنشاءات المعمارية التى توضح مدى ازدهار عهدها، لتخلد اسمها بين أعظم حكام الدنيا، إلا أنها اختفت من على العرش فى ظروف غامضة لم يستطع علماء الآثار حتى الآن معرفتها.