رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

موسكو: أمريكا لم تقدم أدلة حقيقية على حدوث هجمات إلكترونية مزعومة.. إندلاع الحرب الأمريكية الروسية

الحرب الأمريكية الروسية
الحرب الأمريكية الروسية

يشهد العالم خلال السنوات الماضية الأخيرة حربًا جديدة من نوع أخر غير المعتاد عليها وغير تقليدية، حيث تعد الحرب الأقوى والأشرس فهي حرب غير مرئية، حيث تقوم تلك الحرب على استحداث وتطوير برامج تقنية متطورة لأغراض عسكرية تستخدم في فضاء يسمي بفضاء السيبر (Cyberspace)، بمعني القيادة و التحكم عن بعد والدخول على نظام الدول وخاصةً السرية والسيطرة عليها.

ويرى المحللون الامريكيون أن الحرب الإلكترونية أو الحرب السيبرانية تعتبر حرب إلكترونية تجسسية، وهذا يعني أن العالم يشهد تحولاً خطراً في الصراع الدولي، وأنه قد يجلب أضراراً قد تفوق كثيراً ما سببته الحروب التقليدية السابقة.

الحرب السيبرانية وأهميتها

للفضاء السيبراني خصائص فريدة من نوعها في ميدان الحروب والنزاعات تُمكن الدولة أو الأفراد من توجيه الهجمات بسرعة قصوي ضد أعداء يتواجدون علي مسافات بعيدة جدا من دون تعرضهم للخطر، إذ تتسم الهجمات التي توجه من خلال هذا الفضاء الافتراضي بالصمت، قلة التكلفة، سرعة الأداء، قوة التأثير، صعوبة معرفة هوية المهاجم و الخلفية الأيديولوجية له وغيرها من الصفات التي تجعل من هذه الهجمات شديدة الخطورة .

الحرب السيبرانية

الحرب الأمريكية الروسية الأوكرانية

لم يعد أمام الولايات المتحدة الأمريكية وقت طويل قبل أن تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم، ويصبح اليوان هو العملة التجارية والاحتياطية في العالم، ما سيؤدي إلى انهيار الدولار الأمريكي، وهرم الديون العالمي، ثم الاقتصاد الأمريكي، وعلى خلفية الأزمة الداخلية الخطيرة، لم يعد هناك يقين من أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية على شكلها الحالي بعد 10 سنوات من الآن.

وبينما كان الحزب الديمقراطي الأمريكي يحاول الإطاحة بترامب باستخدام حملته الشرسة ضد روسيا، قام بشيطنتها ودمّر العلاقات معها لدرجة أن التحالف الروسي الصيني أصبح أمراً طبيعياً وحتمياً.

لكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع تحمل صراع مع روسيا والصين في نفس الوقت، لذلك فمن المنطقي أولاً تحييد الخصم الأضعف اقتصادياً وهو روسيا.

وإلى جانب محاولات الغرب زعزعة استقرار الوضع الداخلي لروسيا بمساعدة عملاء ممولين من الغرب، واختلاق احتجاجات من خلال "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر"، فإن التركيز الثاني لجهود واشنطن هو إثارة النزاعات على حدود روسيا.

عدم تقديم أدلة حقيقة ضد هجمات روسيا

قال أرتور ليوكمانوف، مدير إدارة أمن المعلومات الدولي في وزارة الخارجية الروسية والممثل الرئاسي الخاص للتعاون الدولي في مجال أمن المعلومات، إن واشنطن لم تقدم أي أدلة جدية أو حقيقية على حدوث هجمات إلكترونية التي يزعم أن روسيا نفذتها عبر "الخطوط الساخنة الثنائية".

ووفقًا لوكالة “تاس ” الروسية، حيث قال ليوكمانوف، إنه لم يتم تقديم "أدلة دامغة" على أنشطة روسيا الخبيثة المزعومة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال الخطوط الساخنة الثنائية الحالية مع واشنطن، والتي أنشئت في عام 2013 خصيصًا للتحقيق في هجمات الكمبيوتر.

وتابع أنه بدلا من ذلك، "تبني الولايات المتحدة قدرات هجومية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتنفذ عمليات مطاردة ضد روسيا وتوظف عملائها في الخارج"، مشيرًا بذلك إلى "جيش تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا" باعتباره أحد هؤلاء العملاء.

اتهامات سيبرانية سابقة

وسبق أن اتهم وزير البحرية الأميركية، كارلوس ديل تورو، في مايو، مجموعة قرصنة ربطها بالصين، اسمها "فولت تايفون" باستهداف قطع بحرية لبلاده تعمل في منطقة المحيط الهادئ.

وكعادتها، رفضت بكين الاتهام، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، الجمعة، إنه "بعيد عن الواقع"، وكال الاتهامات لواشنطن بأنها من تنفذ القرصنة، ولكن نادرا ما تُعرض تقارير عن الهجمات الأميركية.

الحرب الروسية السيبرانية

اتهام روسيا والصين بالتجسس

وقد أعلنت شركة «سولار ويندوز» الأمريكية صاحبة الشبكات الأمريكية للبرمجيات، أنها تعتقد أن دولة خارجية قامت بهذا الهجوم، دون أن تحدد اسماً لهذه الدولة، ثم خرج مايك بومبيو وزير الخارجية سابقا بتصريح، حمل فيه روسيا المسؤولية عن هذا الهجوم بالمشاركة مع دولة الصين.

إخلاء الاتهامات الأمريكية لروسيا بالقرصنة

خلت الاتهامات الأمريكية لروسيا بالقرصنة، والهجوم الإلكتروني على وزارات ووكالات حكومية ومؤسسات وشركات، مرحلة من التضارب والحيرة في توجيه أصابع الاتهام إلى الجهة المسؤولة عما يوصف بممارسة نوع من الحرب الافتراضية.

مختبرات الناتو السيبرانية في أوروبا الشرقية

ولفت إلى أنه يوجد عدد من مختبرات الناتو السيبرانية في أوروبا الشرقية لخدمة أغراض مشابهة، مؤكدًا أن الإستراتيجية السيبرانية الأمريكية التي تم تبنيها في مارس 2023 مكنت وكالة الأمن القومي الأمريكية من "معاقبة أولئك الذين يشاركون في أنشطة سيبرانية تخريبية أو مدمرة أو مزعزعة للاستقرار".

وأشار إلى أن وكالة أبحاث الاستخبارات المتقدمة الأمريكية والمعهد البحري والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة "تشارك في الاستعدادات للحرب المعرفية".

مخاوف روسيا من برنامج المراقبة الجماعية

وقد أعربت روسيا في السابق عن مخاوفها بشأن برنامج المراقبة الجماعية غير القانوني لوكالة الأمن القومي، والذي يستمر سنويا من خلال تمديد المادة 702 من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية ويتم تطبيقه خارج الولايات المتحدة.

الحرب الإلكترونية ليست هجومًا بل تطوير لعمليات التجسس

كما قال جاري براون المسؤول السيبراني السابق في البنتاجون من أنه لا يعتقد أن ما يجري هو نوع من الهجوم الإلكتروني، لكنه عمليات تجسس نجحت باقتدار، وهي بمثابة دق ناقوس الخطر لنتنبه إلى تقدم ملموس حققته روسيا في هذا المجال.

وعلى الرغم من الاتهامات من مسؤولين أمريكيين لروسيا، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الأمن الإلكتروني، لم يحددا من هي الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم، بل إن الدراسات العلمية للصراع المتجدد مع القوى التي أصبحت أمريكا تعتبرها منافساً استراتيجياً، وهي روسيا والصين، لا تنفي عن أمريكا ممارستها لنفس هذا السلوك الإلكتروني، ليس فقط تجاه روسيا والصين، بل على مستوى العالم، الذي يدار من وراء الستار، لأن الذي تتولى القيام به مراكز تجسسية أساساً، منها وكالة المخابرات المركزية، ووكالة الأمن الوطني، إلى جانب ما تقوم به الوكالات المتخصصة لوزارة الدفاع، ومنها وكالة الحرب الإلكترونية. وهو نفس ما سبق أن قامت به أمريكا تجاه شبكات الإنترنت الروسية.

دعوة للسلام للحد من الحروب الإفتراضية ومخاطرها المستقبلية

وفي المقابل هناك من يقللون من وصف الهجوم السيبراني بأنه بلغ مرحلة حرب إلكترونية، ويدعون إلى التوصل إلى اتفاقيات شاملة لتقنين الممارسات الإلكترونية، حتى لا تصل المواجهة إلى حافة حرب، حتى لو كانت حرباً افتراضية؛ لأنها يمكن أن تجر وراءها تصرفات عدائية، من كل جانب تجاه الآخر، خاصة أن الصراع السيبراني لا تحكمه قواعد أو معاهدات، بعكس ما كان عليه الحال في سنوات صراع القوتين العظميين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي) من بعد الحرب العالمية الثانية.

وهناك أيضاً من يرى أن وصول العلاقات الأمريكية الروسية إلى حالتها الراهنة من التوتر، يجعلها لا تحتمل التصعيد إلى مواجهة جديدة، خاصة أن ما تمتلكه الدولتان من وسائل الهجمات الإلكترونية، قد يُلحق أضراراً بالأمن القومي لكلتيهما، وهو نفس ما ينطبق على العلاقات مع الصين التي حققت إنجازات كبيرة في مجال التكنولوجيا المتطورة.

تم نسخ الرابط