
هناك في بلدة بسيطة من بلدان محافظة قنا، رفع الحزن رايته بعد مقتلخيرة شبابها،الذي دفع حياته ثمنا لشهامته، ليبكيه الصغير والكبير، وتتشحالسيدات والفتياتفي قريته بالسواد، حتى أصبحت هذه الكلمات المصحوبة بالنواح لا تفارق أفواه النساء من شدة الحزن: "مسرع ماجاك الموت يا صغير يا قلب نخلة من الجريد طير".

ورغمأنمحمد ناصر دياب، لم يتجاوز العشرين من عمره، إلا أنه بفدائية وبطولة قدم حياته قربانا للشهامة، في محاولة لمنع جريمة سرقة لا تخصه، في بلدته نجع قابول، إحدى قرى مركز نجع حمادي، أثناء عودته من المنزل، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بعدما اقتطع من وقته مساء يوم الجمعة، للبحث مع أقاربه عنقاعة زفاف لحجزها، استعدادا لعرس أحد أبناء عمومته.
لمح محمد، الابن الأكبر لوالديه، والمعروف في أنحاء قريتهبحسن الخلق وصفات الرجولة، رغم أن عمره 17 عاما فقط، في أثناء عودتهحركة غريبة من 3أشخاص،يحاولون فكسلاسل مقيدة بهادراجة نارية، مملوكة لأحد الأشخاص المقيمين في البلدة، ورغمأنه لا يعرف من صاحبها، إلا أنه لم يتردد لحظة في مواجهتهم والتصدي لهم، في محاولة لمنع جريمتهم، حتى يتدخل الأهالي.

أثناء محاولة الشاب الشجاع، التصدي لعملية السرقة، تعرف على أحد أفراد العصابة، وهو شخص ضبط في وقت سابق من قبل الأهالي أثناء محاولة سرقة موتوسيكل أيضا، لكنهم أطلقوا سراحه وقتها بعد تلقينه “علقة ساخنة”، لكن هذه المرة كان الشاب بمفرده في مواجهة 3 مجرمين، انهالوا عليه بالضرب، بينما هو لم يهرب، وظل يصيح عل يأتي إليه أي من أهالي القرية ويغيثه.
ووصل بعد دقائق عدد من سكان القرية، ونجحوا في القبض على المجرمين الثلاثة،لكن في هذه اللحظاتتوقفت حياة محمد دياب، طالب الصف الثاني الثانوي، إذطعنه أحد اللصوص في رقبته بسلاح أبيض أثناء الاشتباك، ما أدى إلى وفاته، وفي هذه اللحظات انشغل أهل القرية بإنقاذ الشاب،فاستغل اللصوص الثلاثة هذه الفرصة وفروا هاربين.
اقرأ أيضا:قتلوه في قعدة صلح.. إحالة أوراق المتهمين بقتل «شهيد الشهامة» بالشرقية للمفتي

وعلى الفور، حضر رجال الشرطة وسيارات الإسعاف، بعد أن تم إبلاغهم من قبل الأهالي بالواقعة، وتم نقل جثة الشاب إلى مستشفى نجع حمادي العام، وانتشرت قوات الأمن في جميع أنحاء القرية، والقرى المجاورة، ولم تمر ساعات حتى ألقت قوات الشرطة القبض على اللصوص.
وبعد انتشار خبر وفاة محمد دياب، تداول رواد السوشيال ميديا بمحافظة قنا، صورا للشاب، وأطلقوا عليه “شهيد الشهامة”،معبرينعن حزنهم بكلمات الرثاء، مطالبين بالقصاص من القاتلين.