رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

الحوار لا يفسد للوطن قضية.. رسائل الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني .. ويؤكد: نتطلع لتحقيق نتائج ملموسة وعرض مثمر لكافة وجهات النظر

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمة مسجلة فى افتتاح الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى، ان مصر تمتلك من الكفاءات ما يجعلها فى مقدمة الأمم ومواجهة كافة التحديات على كافة الأصعدة.

فقد افتتح الرئيس كلمته برسالة إيجابية تدعو للفخر، مفادها أن المصريين ليسوا أقل من غيرهم، بل يمتلكون من الكفاءات والعقول والقدرات ما يجعلهم في مصاف الأمم المتقدمة. في تعبير مباشر قال: "إن مصر تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها فى مقدمة الأمم والدول". هذه العبارة لم تكن مجرد إطراء، بل تمثل تمهيدًا منطقيًا للدعوة إلى حوار جاد، قائم على الثقة في قدرة المصريين على تجاوز التحديات إذا توافرت الإرادة والتنسيق

الحوار الوطني كرافعة لبناء الجمهورية الجديدة

أكد الرئيس أن دعوته للحوار الوطني جاءت انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية الحوار كوسيلة ديمقراطية لصناعة مستقبل أكثر استقرارًا. حيث قال بوضوح: "دعوتى للحوار الوطنى، التى أطلقتها فى إفطار الأسرة المصرية، تأتى من يقين راسخ بأن أمتنا تمتلك من الإمكانيات ما يتيح لها البدائل المتعددة"، في إشارة إلى أن مصر لا تواجه مأزقًا في الموارد، بل تحتاج إلى إدارة رشيدة، ورؤية جماعية، وهي الغاية المرجوة من الحوار. كما ربط الرئيس بين الحوار ومشروع "الجمهورية الجديدة"، حين قال إننا نجتمع "لرسم ملامح جمهوريتنا الجديدة، التى نسعى إليها معا – نحن المصريين – دولة ديمقراطية حديثة".

التحديات لا تلغي الأمل: دعوة إلى الاصطفاف الوطني

في لحظة صدق سياسي، اعترف الرئيس بحجم التحديات التي تواجه الدولة على مختلف الأصعدة، لكنه لم يجعل منها ذريعة للتراجع أو العزلة، بل حافزًا لتوسيع المشاركة الشعبية. قال صراحة: "تعاظم التحديات التى تواجه الدولة المصرية قد عززت من إرادتى على ضرورة الحوار، والذى أتطلع لأن يكون شاملاً وفاعلاً وحيوياً". الخطاب هنا يستند إلى فلسفة أن ما تواجهه مصر من صعوبات لا يمكن تجاوزه من خلال السلطة وحدها، بل من خلال إشراك المجتمع بكل أطيافه في صياغة الأولويات والحلول.

 التنوع لا يُضعف المخرجات.. بل يعززها

رسالة الرئيس للمشاركين في الحوار لم تخلُ من تأكيد على أن الاختلاف لا يمثل خطرًا، بل قيمة مضافة. وقد أشار بوضوح إلى متابعته الدقيقة للتحضيرات قائلاً: "منذ أن دعوت إلى الحوار الوطنى.. فقد تابعت عن كثب الإجراءات التحضيرية له". ثم أكد مبدأً سياسيًا مهمًا بقوله: "الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية، بل يعزز من كفاءة المخرجات". في هذا الموضع، يتخلى الرئيس عن نبرة الإملاء أو القيادة من الأعلى، ويتحدث كطرف ضامن لمساحة آمنة من النقاش والاختلاف.

الرئيس يعد بدعم كامل ويعلن استعداده للمشاركة بنفسه

من النقاط اللافتة في الخطاب أن الرئيس لم يتحدث عن الحوار كحدث خارجي عن مؤسسة الرئاسة، بل أعلن بوضوح أنه يدعمه و*“يتطلع بنفسه للمشاركة في مراحله النهائية”*. وهو تصريح يضفي على الحوار مصداقية أعلى، ويبعث برسالة إلى القوى السياسية والمجتمعية أن هذا الحوار ليس شكليًا، بل تتابعه القيادة السياسية على أعلى مستوى. كما شدد على أن "كافة السبل سيتم تهيئتها لإنجاح الحوار وتفعيل مخرجاته فى إطار من الديمقراطية والممارسة السياسية الفاعلة"، في تعهد سياسي واضح أمام الرأي العام.

مصر فوق الجميع: وحدة الهدف والغاية والوسيلة

في ختام كلمته، عاد الرئيس إلى اللغة الوجدانية الوطنية التي كثيرًا ما يتقنها، مؤكدًا أن مصر تستحق التضحية، حين قال: "مصرنا العزيزة الغالية، تستحق منا أن نبذل من أجلها، الجهد والعرق والدم، وأن تجمعنا على حبها.. فهى الغاية، وهى الوسيلة دائمًا". ثم أنهى كلمته بترديد هتاف "تحيا مصر" ثلاث مرات، كعادة راسخة في خطاباته ذات الطابع الجمعي، مؤكدًا وحدة الصف، والهدف، والمصير.

قراءة ختامية

ولم كلمة الرئيس السيسي في افتتاح الحوار الوطني تكن مجرد خطاب بروتوكولي، بل يمكن قراءتها كـ بيان تأسيسي لمرحلة جديدة من العمل الوطني، تعتمد على التعددية، وتحترم الاختلاف، وتستدعي الطاقات الكامنة في المجتمع المصري. استخدم فيها الرئيس أدوات الخطاب الرئاسي الذكي: مزيج بين الاعتراف بالتحديات، ودعوة للتكاتف، وضمانات واضحة بعدم الإقصاء، وهو ما يعطي للحوار زخمه ويؤكد جدية الدولة في تحويله من مجرد مناسبة إلى مسار مستمر.

          
تم نسخ الرابط