رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

حق الوطن والشهادة فى سبيله.. النص الكامل لخطبة خالد الجندي أمام الرئيس السيسي

خطبة عظيمة ألقاها الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم الجمعة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وبحضور عدد كبير من رجال الدولة، والتي تضمنت كلمات عظيمة عن تضحيات الشهداء وفضل القتال في القرآن الكريم.

نص خطبة خالد الجندي أمام الرئيس السيسي

- «يقول الله تعالي لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.. لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا» تأملت هذه الآية التي وردت في سورة الأحزاب، واستبان لي من الأمور العجب فإن الله تبارك وتعالى جعل الأسوة الحقيقية التي يجب أن يأتسيها المؤمن في رسول الله، أن يحرص على العمل للآخرة والعمل لما بعد الموت.

- لمن كان «يرجوا الله» هذه واحدة والثانية «واليوم الآخر» والثالثة «وذكر الله كثيرا»، فما وجدتوا أن القرآن حصر هذه الصفات الثلاث إلا في الشهداء أكرمهم إكراما خاصًا في كل آية في القرآن، وفي هذه الآيات بالذات وصفهم ثلاث صفات فالشهيد يرجوا الله والشهيد يرجوا اليوم الآخر، والشهيد من الذاكرين الله كثيرا.

- بدلالة ما بعدها قال الله تعالى: «ولما رأى المؤمنون الأحزاب»

القرآن هنا نقلك إلى مشهد آخر، المشهد هذا هو أن المؤمن له صفات من الرجولة ما تجعله لا يهاب من تعدد الأعداء مهما كثروا وزادوا وتنوعوا، فالمؤمن كالطود الشامخ، الشهيد هو نوع من الرجال يصب عوده أمام التحديات بل أكثر من ذلك، القرآن يذكر أمرا عجيب، ما الذي يحدث عندما يرى الرجل تحديا أمامه.. البطل إذا رأى تحديًا أمامه يقول هذا شئ عادي هذا ما أخبرت به لا ينهار ولا يضعف ولا يستكين، ولا تتفكك مفاصله.

- وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، لا ضعف ولا استكانوا هكذا أخرج الإسلام قوما شبابا مخلصا حرا أمينا فلا عرف الخلاعة في بناتًا وما عرف التخلص في بنينا ولن تشهدهم الأقداح يوما، الرجولة عنصر كريم في القرآن فتجد أن القرآن الكريم يقولها بإعجاب «ولما رأى المؤمنون الأحزاب»، يقولون هذا شيئ عادي نحن ننتظر التحديات الذين يبنون الأوطان، وينتظرون التحديات الذين يحفظون سياج حدود بلادهم ينتظرون التحديات قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله.

- أنظر بعدها ماذا يقول وما زادهم إلا إيمانا وتسليما"..لماذا؟ هي العلة التي ستأتي الآن، الإيمان بيزيد في التحديات، التسليم لله يزيد في التحديات لأن الله يقول بعدها من المؤمنين رجال، من المؤمنين «هذا تخصيص بعد تعميم من المؤمنين» (من المؤمنين رجال صدقوا ماعهدوا الله عليه)، أي ثبتوا عليه وما تزحزحوا وما لانوا وما ضعفوا «فمنهم من قضى نحبه» أي مات.

- أنظر بعدها ماذا يقول ومنهم من ينتظر، فيا لهوا من مشهد مشوق يصف فيه الله أصناف الشهداء الذين نكرمهم بجوارهم لله ونكرم أنفسنا بانتسابنا لهم وهذا هو القرآن، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، إنها الأمنية التي صرح بها رسولنا صل الله عليه وسلم، أمينة صريحة عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال «وددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل فيحييني الله مرة ثانية، لأقاتل فأقتل، فيحييني الله ثالثة لأقاتل في سبيل الله فأقتل».

هذه هي الكرامة، فالكرامة أن تواجه الخطر بقلب صلب، وأن تكون صلب في مواجهة الأخطار ولا تتزحزح ولا تتراجع بأي حال من الأحوال، فأن البرّ لا يبلى والإثم لا يُنسى والديان لا يموت.

هناك كلمة انتشرت على لسان الناس، أو الكثير من الناس ولكنها ليست صحيحة عندما تسمع حوارا بين اثنين وهما يقولان: «كفى الله المؤمنين شر القتال»

هذه الكلمة لا توجد في القران إطلاقا إطلاقا، لا يوجد في القرآن «كفى الله المؤمنين شر القتال»، إنما مثل جرى على ألسنة الناس ويجب أن يغيروه، لماذا؟، لأن الله لم يصف القتال أنه شر إنما قال بالنص «وكان الله قويا عزيزا هذا هو الموضع الوحيد الذي ذكر في هذه الكلمة بهبه الطريقة».

- لماذا الله قال وكفى المؤمنون القتال؟، لأن القتال دفاعا عن الأوطان لا يمكن أن يكون شرا أبدا، القتال دفاعا عن المبادئ والمثل لا يمكن أن يكون شرا أبدا، القتال دفاعا عن لقمة العيش وعن موارد الرزق وأسباب الحياة لا يمكن أن يكون شرا أبدا، بل تركه هو الأشر، إذ القتال كما قال القرآن وهو كره لكم ولم يقل وهو شر، المرء يضطر إليه اضطرارا، لأن الأيادي المترددة والمرتعشة لا تحفظ الأوطان.

والشخصيات المتذبذبة لا تصنع معجزات أبدا، لذلك كان الشهيد هو المثل والقيمة الحقيقة للذي يموت من أجل القيمة والمبادئ وخدمة الآخرين سواء كان في الصفوف الأولى في الجبهة أو موجود في المسشتفيات يعالج المرضى، هؤلاء الشهداء أصدق ما قرأت عنهم وأعلنتهم الدولة المصرية «لولاهم ما كنا» لذلك نحن لا نحزن على استشهادهم بل نحزن على فراقهم فقط.

- ونحزن للذين لا يدركون قيمة الوطن وقيمة الدفاع عن الأوطان، حيث قال النبي صل الله عليه وسلم، إنه كان يسير في المدينة وجد جابر ابن عبدالله رضى الله عنه وأرضاه، كان جابر حزين ومنكسر وحالته صعبة، سأله النبي مالك ياجابر مالي أراك محزونًا ومنكسرًا، فقال يا رسول الله أبي استشهد يوم أحد وطرق عيالا ودينا، قال له الرسول صل الله عليه وصلم كلمة أظن أنها تثلج صدري عن كل أسرة قدمت شهيدًا، أفلا أبشرك بعظيم منزلة أبيك عند الله عزل وجل، فقال الرجل بتعجب بشرني يارسول الله، قال الرسول: «إن الله تبارك وتعالى لا يكلم أحدا إلا وحي أو من وراء حجاب أما عندما جاء أبوك إليه فإن الله كلمه كفاحًا»، يعني مباشرةً الله كلم أبو جابر سيدنا عبدالله مباشرة، انظر إلى الشهيد ومنزلته.

- الله يقول للشهيد «عبدي تمنى عليّ»، يعني أطلب، من الذي يقول، الله يكلم الشهيد بهذه الطريقة العظيمة من الحب.

أتمنى ياربي أن تحييني فأقاتل في سبيل الله مرة ثانية وأقتل.. فقال الله عز وجل: "عبدي لقد سبق القول مني أنهم إليها لايرجعون قال إذن يا رب، بلغ من ورائي وأنبئهم، فأنزل قوله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، هذه منزلة الشهداء.

اقرأ أيضا:خالد الجندي في خطبة الجمعة أمام الرئيس: القتال دفاعا عن الأوطان لا يمكن أن يكون شرا أبدا

تم نسخ الرابط