«همس» الخامسة على الجمهورية قصة نجاح بدموع الفقد والإنجاز

وسط دموع ممزوجة بالفقد وفرحة الإنجاز، تلقت الطالبة همس سيد سعد من محافظة المنوفية نبأ حصولها على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في شعبة علمي علوم بالثانوية العامة لعام 2025. قصة نجاح همس لم تكن عادية، بل سطرتها تحديات قاسية، كان أبرزها رحيل والدها مع بداية العام الدراسي.
وفي تصريحات مؤثرة، أكدت همس أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة عام دراسي مليء بالاجتهاد والمثابرة، على الرغم من الظروف الأليمة التي مرت بها. فبينما كانت تستعد لبدء عامها الدراسي الحاسم، فجعتها وفاة والدها، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة وتحديًا نفسيًا هائلًا.
لكن إصرار همس وعزيمتها كانا أقوى من كل الصعاب. فحولّت حزنها إلى دافع للتقدم وتحقيق حلم والدها الذي كان يرى فيها دائمًا نبوغًا وتفوقًا. وبدعم من أسرتها ومدرسيها، استطاعت همس أن تتخطى هذه المحنة وتثبت أن الإرادة القوية يمكن أن تصنع المعجزات
وقالت همس، ، إن شعورها بالفرحة كان ممزوجًا بالحزن على والدها، الذي كان دائمًا داعمها الأول، مضيفة:
“مكنتش متوقعة أكون من أوائل الجمهورية، اجتهدت كتير، وربنا جبر بخاطري”.
وبصوت يملؤه التأثر، استكملت همس حديثها عن الفترة الصعبة التي مرت بها: "بابا توفى أول السنة، وكنت زعلانة جدًا. ده أثر عليا شوية في البداية، لكن كنت مؤمنة إن ربنا هيعوضني خيرًا". ثم أردفت بابتسامة تحمل الكثير من الرضا: "وفعلًا، النتيجة دي كانت الجبر اللي كنت مستنياه من ربنا".
تتذكر همس والدها -رحمه الله- كقدوة عظيمة، فقد كان دائمًا يشجعها على الاجتهاد والمثابرة دون أي ضغط. "كان دايمًا يقول لي: 'ما تتوترشِ، خديها خطوة بخطوة، وضرب لي أمثلة بشباب تعبوا وربنا كرمهم'". وتضيف همس بصوت يحمل نبرة حنين: "كان عنده ثقة فيا، وكان نفسه يفرح بيا السنة دي". كلماته وتفاؤله كانا الدافع الأكبر لهمس لتتجاوز آلام الفقد وتصنع هذا النجاح المبهر الذي أهدته لروح والدها.
وأكدت همس أن والدتها لعبت دورًا مهما في دعمها نفسيًا بعد وفاة والدها، وكانت لا تتركها لحظة واحدة في فترة الامتحانات، مشيرة إلى أن الأسرة بأكملها انتظرت النتيجة بقلق كبير، ولم يكن أحد يتخيل أن تحتل "همس" مكانًا بين أوائل الجمهورية.
وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد أعلنت، مساء الثلاثاء، نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025، بعد اعتمادها من الوزير الدكتور محمد عبد اللطيف، وشملت القائمة أسماء الأوائل في الشعب الثلاث (علمي علوم – علمي رياضة – أدبي)، إلى جانب أوائل مدارس المتفوقين والمكفوفين وذوي الهمم