حكم استخدام شبكات الواي فاي دون إذن أصحابها؟.. أمين الفتوى يوضح

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اختراق شبكات الواي فاي الخاصة بالآخرين دون إذنهم، سواء تم استخدامها أو لا، يُعد أمرًا محرمًا شرعًا، لأنه يمثل اعتداءً صريحًا على خصوصية وممتلكات الغير.
وأوضح كمال، خلال لقائه ببرنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن الشريعة الإسلامية وضعت حدودًا واضحة لاحترام حقوق الآخرين، مستشهدًا بقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ}، مؤكدًا أن استخدام شبكة الإنترنت دون إذن صاحبها يدخل ضمن أكل أموال الناس بالباطل.
وأضاف أن مجرد محاولة اختراق الشبكة يُعد تعديًا على الخصوصية والملكية، حتى لو لم يحدث ضرر مادي مباشر، لأن الاعتداء في ميزان الشريعة لا يُبرر بغياب الضرر. واستشهد بحديث النبي ﷺ:"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا"، و**"لا ضرر ولا ضرار"**.
ورفض كمال التبريرات الشائعة التي تستند إلى أن الجار لا يستخدم الشبكة أو يتركها مفتوحة، مؤكدًا أن "عدم التأثير لا يبيح الاعتداء". وضرب مثالًا بأن ترك شخص لسيارته في المرآب لا يعطي الحق لغيره أن يستخدمها دون إذن، حتى وإن لم يتسبب له في ضرر.
وشدد على أن الشريعة تحرم الغش والخداع بجميع أشكاله، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:
"من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار"، مشيرًا إلى أن استغلال ممتلكات الآخرين دون إذنهم يظل سلوكًا مرفوضًا ومحرمًا شرعًا مهما كانت الأعذار.