تقرير برلماني يكشف استياء “ثقافة النواب” من غلق 120 موقعًا ثقافيًا والوزير يرد: “نحو ثقافة فعالة ومؤثرة”

كشف تقرير حصل عليه موقع بصراحة من داخل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، عن حالة من الغضب والاستياء داخل اللجنة بسبب غلق 120 موقعًا ثقافيًا، في سابقة لم تشهدها الوزارة من قبل، ما أثار انتقادات حادة من النواب ضد وزير الثقافة الحالي.
وبحسب التقرير الذي أعدته اللجنة بعد اجتماعها الأخير، والذي شهد أول حضور رسمي للوزير أحمد هنو منذ توليه المنصب، أوضح الوزير أن غلق بعض المواقع الثقافية جاء بسبب “ضعف التأثير”، معتبرًا أن الوحدة الثقافية يجب أن تكون متكاملة وتؤدي دورها على الوجه الأكمل، وأن غياب هذا التأثير يُعد خللًا يستوجب التدخل.
وأكد هنو أن الهدف من إنشاء وزارة الثقافة في ستينيات القرن الماضي كان أن تكون منارة للإبداع وإشعاعًا ثقافيًا ملموسًا لدى المواطنين، وهو ما تسعى الوزارة لتحقيقه حاليًا من خلال استراتيجية ثقافية جديدة.
وأضاف أن المواقع الثقافية الفعّالة لن يتم الاقتراب منها مطلقًا، أما الوحدات المغلقة والتي لا يوجد بها موظفون، فسيُعاد توزيع العاملين بها على مواقع أخرى للاستفادة من إمكانياتهم.
وشدد وزير الثقافة على أن الثقافة ملك للمصريين ونابعة منهم، وأن قوة مصر الحقيقية تكمن في الإبداع والتأثير، مؤكدًا أن الثقافة المصرية بخير، وأن الشباب المصري رائع ويملك طاقات كبيرة.
وأشار إلى أن مصر تمتلك 619 قصر ثقافة، يعمل عدد كبير منها بفعالية، إلا أن بعضها لا يؤدي دوره المطلوب. وضرب مثالًا بمكتبة لا تتجاوز مساحتها 9 أمتار، ويعمل بها 9 موظفين دون تقديم أي خدمات ثقافية حقيقية، مؤكدًا أن المعيار الحقيقي هو القدرة التنفيذية للوحدة والموظفين داخلها.
كما شدد على ضرورة دراسة طبيعة كل إقليم ثقافي واحتياجاته، مقارنة بحجم ومساحة الوحدة الثقافية القائمة به، من أجل تقديم خدمة فعالة، مشيرًا إلى أن مبدأ “التفاعلية” أصبح أحد المحركات الأساسية في عمل الوزارة، خاصة أن الثقافة لا ترتبط بفئة أو مرحلة عمرية معينة، بل تخاطب المجتمع بأكمله.
وأوضح الوزير أنه لن يتم الاعتماد على تقديم الخدمة الثقافية عبر الإنترنت فقط، بل هناك بدائل متعددة، مثل المكتبات والمسارح المتنقلة، ودور العبادة، والمدارس، والجامعات، ومراكز الشباب، وهي منابر قادرة على نشر الثقافة بشكل أكثر فعالية من بعض المواقع الصغيرة محدودة الإمكانيات.
واختتم بالتأكيد على أن ما سيتم إغلاقه هو 120 وحدة ثقافية فقط من أصل 619 وحدة، مؤكدًا أن المتبقي كافٍ لتغطية احتياجات جميع محافظات الجمهورية بشكل فعّال