بين أمر إلهي واجتهاد فقهي.. جدل بين العلماء حول فرضية الحجاب

أكد الشيخ أحمد خليل، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الحجاب فريضة شرعية ثابتة، مستندًا إلى نصوص واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية، رافضًا أي تشكيك في هذا الحكم.
وقال في تصريحات له: "الحجاب ليس مجرد عادة اجتماعية أو موروث ثقافي، بل هو أمر إلهي واجب على المرأة المسلمة، وقد نص القرآن الكريم على ذلك في قوله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...)" [النور: 31].
وأضاف: "كما وردت أحاديث نبوية تؤكد هذا المعنى، منها ما رواه أبو داود عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: إذا بلغت المرأة المحيض لا يصح أن يُرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه."
وشدد خليل على أن من ينكر فرضية الحجاب يخالف إجماع علماء الأمة، مؤكدًا ضرورة التمسك بالثوابت الدينية في مواجهة حملات التشويش ومحاولات طمس الهوية الإسلامية.
سعد الدين الهلالي: الحجاب استنباط فقهي وليس نصًا قرآنيًا مباشرًا
في المقابل، أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي تناول فيها مفهوم الحجاب.
وأوضح الهلالي، خلال لقاء تلفزيوني، أن كلمة "الحجاب" بالمعنى المتعارف عليه حاليًا لستر المرأة، ليست مذكورة بصورة مباشرة في القرآن الكريم، بل تم استنباطها من قبل العلماء.
وأشار إلى أن النصوص المتعلقة بالمرأة في القرآن والسنة ليست موحدة السياق أو الدلالة، بل تختلف باختلاف الصفات والحالات، مما يستوجب تدقيقًا في الفهم وعدم التعميم.
وأضاف الهلالي أن فهمًا عصريًا للإسلام يتطلب مراجعة بعض الاستنباطات الفقهية التاريخية، موضحًا:
"علينا التمييز بين النص الإلهي الصريح وبين ما أضافه العلماء من اجتهادات بشرية تأثرت ببيئاتها الاجتماعية."