نفير التنين الصيني يبدأ.. هل يلفظ نيرانه على البيت الأبيض؟.. 5 قنابل نووية اقتصادية تزلزل عرش ترامب؟

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنان، برسومه الجمركية التي وصلت إلى 145% على بكين، لإيقاظ تنين صيني جامح، يتحرك بسلاسة وينمو بضخامة على مدار عقود من الزمان، فالحرب التجارية العالمية تُدق طبولها، والتنين يجهز بـ5 أسلحة استراتيجية لصراع قد يمتد طويلاً مع أبناء العم سام.
فما تلك القنابل النووية؟ وكيف تؤثر على أمريكا؟
لماذا على العالم أن يتأهب لسنوات عجاف قد تعيد للأذهان أزمة الكساد العظيم؟
فإذا عطس اقتصاد واشنطن أُصيب العالم بالزكام، فما بالك بإشعاع نووي؟
السلاح الأول: خفض قيمة عملة اليوان
تكرر مرات عدة.. وهو نقطة قوة لدى الصين بالتحكم في سعر صرفه مقارنة بالدولار لأن اليوان غير منتشر عالميًا كالدولار، فهو غير معوم بالكامل، ولا يتداول بحرية في الأسواق العالمية، مما يمنح الحكومة الصينية حرية كبرى في التحكم بسعره.
يمثل خفض قيمة اليوانزيادة تنافسية للصادرات الصينية في الأسواق العالمية، ما يعزز الإيرادات ويُبقي المصانع تعمل بطاقتها القصوى، مثلما حدث بالفعل عام 2021، حين خفضت بكين اليوان إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2007، لتسجل نحو 6.5 يوان لكل دولار، أما الآن، فيسجل الدولار نحو 7.13 يوان، في إشارة إلى استمرار الضغط الصيني المتعمد لتعزيز الميزان التجاري لصالحها.
لكن، يمثل ضغطًا على المواطن الصيني، خاصة أن قيمة الواردات الصينية تبلغ 2.5 تريليون دولار، الذي قد يواجه ارتفاعًا في أسعار السلع المستوردة

السلاح الثاني: قدرة الصين على التدخل في سوق السندات الأمريكية
خلال أسبوع فقط من توجه ترامب بتطبيق الرسوم الجمركية، تراجعت عوائد السندات - التي تعد ديون تطرحها الحكومة الأمريكية على شكل أوراق مالية بعائد ثابت أو متغير - لأجل أكثر من 10 سنوات بنحو 12%، حيث إن الصين هي ثاني أكثر الدائنين لأمريكا.
إذا ما قررت بكين استخدام هذا السلاح النووي الاقتصادي بشكل مباشر، فإن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف الاقتراض الأمريكي، ويزيد من الضغوط على ميزانية الدولة
السلاح الثالث: التضييق على الشركات الأمريكية في الصين
بلغت استثمارات أميركا في الصين 120 مليار دولار في 2021، وسجلت شركة "تسلا" وحدها 21 مليار دولار، بنسبة خمس إيراداتها من الصين.
وكانت قد استهدمت الصين هذا السلاح في 2023 عندما فرضت غرامات بقيمة 500 مليون دولار على شركات أميركية.
لكن، من وقت لآخر تصدر الصين تهديدات على الشركات الأمريكية، إلا أن هذا السلاح له وجهان، لأنه يساعد واشنطن في سعيها منذ سنوات لتقليل الاعتماد على الصين، وبالتالي قد يؤدي إلى هروب الشركات مجددًا نحو السوق الأمريكي، وهو ما يتمناه ترامب.
السلاح الرابع: أسواق المعادن النادرة
تسيطر الصين على نحو 70% من أسواق المعادن النادرة عالميًا، وبلغت قيمة صادراتها منها في 2024 نحو 30 مليار دولار، في المقابل، استوردت الولايات المتحدة حوالي 80% من احتياجاتها من تلك المعادن من الصين، بما يعادل 4 مليارات دولار.
وتدخل المعادن النادرة في صناعات تكنولوجية وعسكرية حساسة، مثل أشباه الموصلات، وإلكترونيات الطيران، وصناعة الرقاقات الذكية، والبطاريات المتقدمة، وحتى أنظمة التوجيه في الأسلحة الحديثة.
وقد سبق لبكين أن استخدمت هذا السلاح، حين فرضت قيودًا على تصدير المعادن النادرة للشركات الأمريكية، ما تسبب في خسائر قُدرت بـ10 مليارات دولار في عام 2023.
وتشير التقديرات إلى احتمال ارتفاع أسعار هذه المعادن بنسبة 40% خلال الأشهر المقبلة، ما يمنح الصين قدرة حقيقية على شل الأسواق العالمية وإرباك سلاسل التوريد.
السلاح الخامس: الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأمريكية
بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى الصين في 2024 نحو 145 مليار دولار، من بينها 13 مليار دولار صادرات زراعية، وهي تمثل أهمية خاصة، لأنها تذهب غالبًا إلى ولايات تميل للحزب الجمهوري، وهو ما يجعلها ذات تأثير سياسي مباشر.

وقد استخدمت الصين هذا السلاح في 2018، حين فرضت رسومًا جمركية انتقامية على المنتجات الزراعية الأمريكية، ما اضطر الحكومة الفيدرالية لتعويض المزارعين بحزمة دعم تجاوزت 22 مليار دولار بين عامي 2018 و2020.