حكم العثور على مبلغ مالي في الشارع؟.. دار الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال يتعلق بكيفية التصرف في مبلغ مالي تم العثور عليه، وما إذا كان يجوز التصدق به ليعود ثوابه على صاحبه.
اللقطة المحقرة واللقطة المعظمة
وأوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الفقهاء يفرقون بين نوعين من اللقطات: اللقطة المحقرة واللقطة المعظمة. وقال إن اللقطة المحقرة هي تلك التي لا يولي صاحبها اهتمامًا للبحث عنها، مثل مبالغ صغيرة قد تصل إلى 70 أو 20 جنيهًا، وتختلف قيمتها حسب المنطقة، حيث قد يبحث صاحبها عنها في المناطق الريفية، بينما لا يهتم بها في المدن الكبرى.
وأضاف أنه يمكن لمن يجد اللقطة المحقرة أن يحتفظ بها دون الإعلان عنها، ولكن في حال ظهور صاحبها يجب ردها إليه.
أما بالنسبة لللقطة المعظمة، التي تكون ذات قيمة كبيرة، فإنه لا يجوز أخذها، بل يجب الاحتفاظ بها وإعلان أوصافها لمدة عام كامل. وإذا لم يظهر صاحبها بعد ذلك، يحق لمن عثر عليها الاحتفاظ بها أو التصدق بها نيابة عن صاحبها، ولكن إذا عاد المالك لاحقًا، يحق له استردادها.
هل الصدقة تخفف من ذنوب المتوفى؟
ورد إلى دار الإفتاء أيضًا سؤال حول أثر الصدقة على المتوفى، وأجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، مؤكدًا أن الصدقة تعد من أعظم العبادات التي تفيد المتوفى، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (صحيح الترمذي)، كما أن صدقة السر تطفئ غضب الله وتقي من ميتة السوء، مستشهدًا بآية الله تعالى: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [الحج: 77].
وأشار الشيخ شلبي إلى أن الصدقة ليست مجرد وسيلة لمغفرة الذنوب، بل تمنح الستر وتيسر الأمور وتقي من العذاب، موضحًا أن النبي ﷺ ذكر أن من السبعة الذين يظلهم الله في يوم القيامة هو "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، مما يدل على عظم أجر الصدقة في الدنيا والآخرة.