ما حكم الشماتة في الموتى؟.. المفتي السابق يوضح
حكم الشماتة في الموتى.. الشماتة في الموتى لا تعد من الأخلاق السوية، لأن الموت في حد ذاته مصيبة يجب أن نواجهها بالتواضع والرجوع إلى الله، كما أن ما يحدث من شماتة في الأموات ليس له علاقة بالدين الإسلامي الذي يحرم هذا السلوك المقيت والذي ترفضه الأديان والمجتمعات.
حكم الشماتة في الموتى
مفتي الجمهورية السابق د. شوقي علام، أكد أن الشماتة هي خلق مذموم يتعارض مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان حريصًا على نجاة الجميع من النار. وفي تعليقه على قيام البعض بالشماتة في موت بعض الشخصيات العامة من الإعلاميين والفنانين والسياسيين، قال: "الموت مصيبة كما قال الله تعالى: (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) [المائدة: 106]، وعند المصائب يجب أن نتعظ ونتأمل لا أن نفرح أو نسر". وأكد أن الشماتة في مصائب الآخرين، مثل الحوادث والموت، من الأخلاق السيئة التي يجب على المسلم تجنبها، حيث إنها تتنافى مع المودة والرحمة التي يجب أن تسود بين المسلمين. فالأخلاق الإسلامية تقتضي أن يتألم المسلم لآلام الآخرين ويفرح لفرحهم.
كما شدد علام في تصريحات تلفزيونية، على أن الشماتة ليست سلوكًا إنسانيًا أو دينيًا، فالشامت بالموت سيموت كما مات الآخرون. وأضاف أن العاقل هو من لا يشمت في مصائب الآخرين، لأن سنة الله في خلقه هي أن الأيام تدور، فلا يظل حزن لأحد ولا فرح لأحد.
الخلافات في الرؤى والعقائد
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ضرورة تجاوز الخلافات في الرؤى والعقائد، خاصة عند وفاة المخالفين، مستشهدًا بحادثة مروره بجنازة يهودي حيث قام قائلاً: "أَلَيْسَتْ نَفْسًا" متفق عليه.
وأوضح أن الشماتة في المصائب أو الموت، أيًا كان صاحبها، تتنافى مع الأخلاق النبوية والفطرة الإنسانية السليمة، كما أن التعليق على مصائر المتوفين ليس من صفات المؤمنين ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة.
وأضاف أن الموت ليس مناسبة للشماتة أو تصفية الحسابات، بل هو وقت للعظة والتفكر. وقال: "إذا لم تستطع الدعاء للميت أو الاستغفار له، فلتصمت ولتتأمل في ذنوبك وأخطائك، ولا تجعل نفسك خازنًا للجنة أو النار، فالله تعالى رحمته وسعت كل شيء".
وأكد أن الشماتة في الموتى والمصابين المخالفين في الرؤى والعقيدة ليست مدعومة بأي نص شرعي، وهي سلوك لا يتماشى مع الشهامة المصرية، بل هي فكر دخيل على المجتمع والدين بريء منه.