طبيب العيون الذي حكم سوريا.. من هو بشار الأسد؟
في ظل الأنباء المتداولة عن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لسوريا اليوم الأحد، ازداد اهتمام العديد من المواطنين بمعرفة من هو بشار الأسد وتفاصيل مسيرته السياسية. وفي هذا التقرير، يستعرض موقع "بصراحة الإخباري" كافة التفاصيل المتعلقة بحياة بشار الأسد ومسيرته السياسية.
من هو بشار الأسد؟
بشار الأسد، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده حافظ الأسد في عام 2000، دخل عالم السياسة في ظروف استثنائية كانت قد أعدت له قبل سنوات، إذ تم تعديل الدستور السوري ليتمكن من الوصول إلى سدة الرئاسة رغم أنه كان في الرابعة والثلاثين من عمره.
النشأة والتكوين السياسي
ولد بشار حافظ الأسد في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، لعائلة علوية ذات خلفية عسكرية وسياسية بارزة. كان الابن الثالث للرئيس حافظ الأسد، الذي تولى الحكم بعد انقلاب عام 1970. في طفولته، عاش بشار في ظل بيئة سياسية مشحونة، حيث شهد البلاد تتعرض لأحداث صراعية هامة، مثل مجزرة حماة عام 1982، التي كانت عملية قمع دموي ضد جماعة الإخوان المسلمين. هذه الأحداث كانت محورية في تشكيل نظرة بشار السياسية، حيث نشأ في سياق قمعي وأمني صارم، يفرضه النظام العسكري الذي أسسه والده.
التعليم والعمل الطبي
درس بشار الطب في جامعة دمشق، وتخرج منها عام 1988، ثم انتقل إلى لندن لإكمال دراسته في مجال طب العيون. بعد عودته إلى سوريا في عام 1992، عمل كطبيب في مستشفى تشرين العسكري، حيث بدأ في بناء علاقات داخل الأوساط العسكرية. بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في حادث سير عام 1994، قرر والده استدعاء بشار للتحضير لتولي الحكم. تم تعيينه في عدة مناصب عسكرية كان أبرزها قائدًا للجيش السوري عام 1999.
فترة حكمه
منذ توليه الحكم في عام 2000 بعد وفاة والده، بدأ بشار الأسد بتطبيق "الإصلاحات الاقتصادية"، التي شملت بعض التغييرات في الاقتصاد السوري مثل تخفيض القيود على السوق وتحفيز بعض القطاعات الاقتصادية. ومع ذلك، كان نظامه في البداية يسعى للإبقاء على سلطته الاستبدادية، مما جعله ينتهج سياسات قمعية تجاه المعارضين السياسيين. في عام 2005، شهدت سوريا فترة من الانفتاح السياسي المحدود تحت ما عُرف بـ "ربيع دمشق"، ولكن هذا الانفتاح قوبل بالعديد من القيود وحملة اعتقالات ضد المعارضين، ما أدى إلى عودة القمع الأمني.
الثورة السورية والحرب الأهلية
في 2011، اندلعت الثورة السورية بعد احتجاجات شعبية ضد النظام بدأت في مدينة درعا. تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية بعد أن واجهتها السلطات بالقوة المفرطة، ما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين. ورغم الدعوات الدولية لحوار مع المعارضة، تمسك بشار الأسد بمنهج القمع، مدعومًا من حلفائه الرئيسيين روسيا وإيران. هذا الدعم أتاح له الحفاظ على السلطة وسط تصاعد العنف واندلاع الصراع الداخلي.
القمع والعزلة الدولية
في السنوات التالية، شهدت الحرب السورية تصعيدًا في القمع، حيث اتهم النظام باستخدام الأسلحة المحرمة مثل البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية. في عام 2013، تم توجيه اتهامات للنظام باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، وهو ما أثار استنكارًا دوليًا واسعًا، وأدى إلى فرض مذكرات اعتقال ضد بشار الأسد من قبل بعض الدول الغربية. في ظل هذه الضغوط، حافظ بشار على استقرار سلطته بمساعدة الدعم العسكري والسياسي من حلفائه، خصوصًا روسيا وإيران.
الانتخابات والتشكيك في نزاهتها
رغم الانتقادات المحلية والدولية، أُجريت عدة انتخابات رئاسية في سوريا خلال فترة حكم بشار. في عام 2014، فاز بشار الأسد بولاية جديدة وسط تشكيك واسع في نزاهة الانتخابات بسبب الظروف الأمنية الصعبة والحرب الأهلية المستمرة. كما فاز مجددًا في انتخابات عام 2021، وسط اتهامات واسعة بتزوير الانتخابات وعدم نزاهتها.
التدخل الروسي واستعادة السيطرة
منذ عام 2015، بدأ بشار الأسد في استعادة السيطرة على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بعد التدخل العسكري الروسي المباشر. قدمت روسيا الدعم العسكري والسياسي للنظام السوري، بما في ذلك الضربات الجوية المكثفة والمساعدات العسكرية، مما ساعد الأسد على استعادة مناطق استراتيجية مثل حلب والغوطة الشرقية. رغم التكلفة البشرية والاقتصادية الهائلة، واصل بشار الأسد السيطرة على معظم الأراضي السورية بفضل هذا الدعم الدولي.