رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

في ذكرى تحرير أرض الفيروز سيناء.. رحلة الأرض المباركة مهد الديانات ومقبرة الغزاة والمتطرفين إلى التنمية والمشروعات العملاقة!

أرض الفيروز المباركة

على أرض الفيروز، رمال طاهرة، وأحجار كريمة، تاريخ مقدس، وخزانة مليئة بالكنوز والحضارات، هي مهد الديانات، أنارت بمرور الرسل والأنبياء الذين باركوها بخطواتهم الذكية، فيها ناجى موسى ربه، فهي الأرض الوحيدة في الكون التي تجلى فيها المولى الكريم لنبيه موسى "عليه السلام" الذي خر صعقًا، ويكفي هذا فخرًا لسيناء ولمصر..

أرض الرسل والأنبياء

هي الأرض التي أقسم الله تعالى في قوله "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ"،كما قال تعالى "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ"، المؤمنين، هي البُقعة المباركة، التي مر بها العديد من الأنبياء من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب إلى سيدنا موسى إلى سيدنا المسيح إلى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام، على أرضها جبل موسى التجلي الأعظم، ودير سانت كاترين وجبل الطور لا فريق بين دين ودين، ومنه بدأ الفتح الإسلامي، فكانت هي جامعة الديانات.

موقع ومكانة سيناء جغرافيا وأمنيا

هذه مكانة سيناء الأرض المقدسة المباركة أرض الأنبياء عند المولى الكريم وفي الكتب المقدسة، وهذا يكفي لأن نقول سيناء أولًا وثانيًا وثالثًا، هي البوابة الشرقية للمحروسة مصر، والأهم والأخطر على حدود مصر كلها تاريخيًا ومستقبلًا وحماية وتأمين سيناء تأمين وحماية حاضر ومستقبل مصر كلها، هذه حقائق الجغرافيا، وخلاصة التاريخ وحضارة مصر كلها مرتبطة.. ومن أجل ذلك فهذه سيناء الفيروز.

هي الجزء الوحيد من مصر الذي يتبع قارة آسيا جغرافيًّا، تبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلومتر مربع، تمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا فلسطين التاريخية، وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، وهي تُعتبر حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا، يبلغ عدد سكان شبه جزيرة سيناء ما يقارب مليون وأربعمائة ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2013.

تاريخ سيناء الحربي.. ميدان المعارك وساحة الحروب

منذ آلاف السنين وقبل حتى الميلاد، كانت سيناء هي ساحة الحرب وميدان المعارك، ومازالت هي مطمع كل غازٍ ومحتل، على أرضها وقعت معارك الهكسوس وطارد حورس المحتلين، وكان غزو قورش ودخول الإسكندر الأكبر، عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبالتحديد في 10 ذي الحجة لعام 18 هجرية اجتاز الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص الحدود المصرية من ناحية الشام وتقدم نحو رفح ثم العريش ثم الفرما شمال القنطرة الحالية، حيث حاصرهم حوالي شهرين قبل أن تسقط ومنها إلى بلبيس حيث هزم جيش الروم بعد أن حاصرها مدة شهر، فكان الفتح الإسلامي لمصر.

احتلال إسرائيل لسيناء

بعد غزو الصليبين، ومع بداية القرن التاسع عشر وُضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة، ثم كان في عام 1956 قيام كل من إسرائيل وفرنسا وإنجلترا بعمل هجوم منظم على مصر فيما يسمي بالعدوان الثلاثي.

أخذ الكيان الصهيوني إسرائيل سيناء بالكامل ولكن صدر قرار من مجلس الأمن آنذاك برد جميع الأرض المحتلة إلى مصر وعدم شرعية الهجوم على مصر، بعدها قامت إسرائيل في 5 يونيو 1967 بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن، واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف، وفي ذلك الوقت توفى "جمال عبد الناصر" في سبتمبر 1970.

انتصار أكتوبر وانسحاب الكيان الصهيوني من سيناء

في أكتوبر 1973 حققت مصر تحت قيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات انتصارات عظيمة، واستطاعت تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ونجح السادات في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي بإيجاد فرصة سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، حيث وافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماما في 25 أبريل 1982 بانسحابها مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي واسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط فيما بعد، بناء على التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية فيما بعد.

استرداد سيناء وعودة طابا

في 25 أبريل 1982 استردت مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م يوم أن رفع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك علم مصر على الأرض هناك.

سيناء مقبرة التطرف والإرهاب

بعد ذلك.. دخل عدد من المتطرفين والتابعين للجماعات التكفيرية والمتشددة والإرهابية إلى أرض سيناء، وحاولوا الاستيلاء عليها بمخططات استخباراتية دولية، واتخذوها مقارًا لهم في محاولة لتأسيس دولة خلافة بحسب إدعائهم، إلا أن مصر برجالها وشبابها ونسائها وأبنائها الأشداء، وبسالة قواتها المسلحة والشرطة، استطاعوا إنهاء ذلك، لتطهر سيناء بالكامل من أعمال الشر وتتوقف وتنتهي فيها وعلى أرضها أية أعمال إرهابية، لتكون بالفعل مقبرة الغزاة والطامعين.

تنمية سيناء.. مشروعات عملاقة على كل شبر في أرض الفيروز

واليوم.. وبتوجيهات القيادة السياسية المصرية الحكيمة والقوية، تُنفذ على أرض سيناء مشروعات تنموية عملاقة على كل شبر فيها، حيث وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم، تنمية سيناء على رأس أولوياته، إيمانا منه بأهميتها الاستراتيجية وعرفانا بتضحيات الأهالي المستمرة عبر التاريخ، لذا سابقت الدولة الزمن لتنفيذ عدة مشروعات تنموية عملاقة في كافة المجالات.

البداية كانت من أنفاق قناة السويس وهي أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية، وأنفاق الثالث من يوليو جنوب بورسعيد، ونفق الشهيد أحمد حمدي 2، والتي تعتبر شرايين حياة جديدة لربط سيناء بكافة أنحاء مصر، بالتزامن مع استكمال منظومة الكباري العائمة والتي تنتشر على طول الخط الملاحي لقناة السويس لخدمة المناطق السكانية والتجارية والحيوية بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى شبكة طرق واسعة، ضمت إنشاء 26 طريق بلغت أطوال 2022 كيلو متر.

بعدها كانت مشروعات الإسكان والمنشآت التعليمية رفع كفاءة وتطوير عددا من المستشفيات المركزية والوحدات الصحية ووضع حجر الأساس لأخرى جديد، وإنشاء المدن الشبابية، فضلًا عن استصلاح الأراضي، وتطوير مصنع العريش للأسمنت فضلا عن إنشاء مجمع لإنتاج الرخام والشركة الوطنية للصناعات الغذائية برفح، وتأهيل تجهيز البنية التحتية الأساسية للعديد من المصانع، كما يجرى العمل في مشروع شرق بورسعيد، وإنشاء أرصفة بحرية ومناطق لوجيستية ومزارع سمكية.

لذا.. هذه هي سيناء أرض الفيروز المقدسة المباركة، قدس الأقداس، مقبرة المتطرفين والإرهابين والغزاة.

تم نسخ الرابط