نشرت أحدي الوسائل الأعلامية ، يوم الأحد 28 ديسمبر 2025، رواية منسوبة إلى والد إحدى المصابات في حادث مروري على الطريق الصحراوي بمحافظة البحيرة، زعم فيها أن ابنته فقدت الوعي نتيجة الحادث، وتم نقلها إلى مستشفى وادي النطرون، حيث جرى إيداعها بثلاجة حفظ الموتى داخل مشرحة المستشفى، قبل أن يلاحظ أحد الأشخاص حركة غير طبيعية داخل المشرحة، ليتبين أن الفتاة لا تزال على قيد الحياة، ثم جرى نقلها إلى قسم الأشعة.
كما تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب عدد من الوسائل الأعلامية ، مقطع فيديو لشاب ظهر باكيًا ويستنجد بالمسؤولين، صباح يوم الإثنين 29 ديسمبر 2025، زاعمًا امتناع الطاقم الطبي بالمعهد القومي للقلب عن الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بحالة والده، الذي قال إنه توفي داخل المعهد منذ 10 أيام.
الحقيقة
أولًا: واقعة مستشفى وادي النطرون
استقبلت المستشفى المريضة عن طريق سيارة إسعاف رقم 2764، في تمام الساعة 9:37 صباح يوم الأحد 21 ديسمبر.
جرى استقبال المصابة بقسم الطوارئ، حيث كانت درجة الوعي 15/15، ونسبة تشبع الأكسجين 99%، ومعدل النبض 90، وضغط الدم 100/80.
قام طبيب الطوارئ بفحص الحالة وطلب إجراء أشعة مقطعية على المخ والصدر والحوض، إلى جانب أشعة سونار على البطن، بعد تركيب كانيولا باليد اليمنى.
عقب الانتهاء من الفحوصات وعرض الحالة على أخصائيي الجراحة العامة، وجراحة المخ والأعصاب، وجراحة العظام، والأشعة التشخيصية، تأكد استقرار الحالة وفقًا للتقارير الطبية ونتائج الأشعة ومتابعة العلامات الحيوية.
أظهر التشخيص النهائي وجود سحجات وكدمات متفرقة بالجسم لا تستدعي سوى الراحة.
جرى نقل المريضة إلى غرفة الملاحظة لحين استكمال الإجراءات القانونية الخاصة بالحادث، ثم غادرت المستشفى في تمام الساعة 1:30 ظهرًا من اليوم نفسه.
كشفت التقارير الرقابية بوزارة الصحة أن اسم المريضة لم يُدرج في سجلات مشرحة المستشفى يوم الواقعة، أو خلال الأيام الثلاثة السابقة أو التالية لها.
ثانيًا: واقعة المعهد القومي للقلب
وصل المريض إلى المعهد القومي للقلب يوم 20 ديسمبر، وهو يعاني من ضيق تنفس حاد وفشل تنفسي من النوع الثاني، نتيجة التهاب رئوي حاد.
تضمنت حالته المرضية تاريخًا سابقًا من القصور الحاد بالشرايين التاجية، وتركيب ثلاث دعامات، ما أدى إلى ضعف عضلة القلب وانخفاض كفاءتها إلى 30%.
خضع المريض لجميع الإجراءات والفحوصات الطبية اللازمة، وتم حجزه بقسم الرعاية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي لمدة 8 أيام، مع إبلاغ أسرته بتطورات حالته بشكل كامل.
يوم الأحد 28 ديسمبر، في تمام الساعة 12 ظهرًا، توقفت عضلة القلب وتوفي المريض، حيث أجرى الفريق الطبي محاولات إنعاش قلبي رئوي استمرت 45 دقيقة دون استجابة.
في الساعة 2 ظهرًا، جرى نقل الجثمان إلى ثلاجة حفظ الموتى.
عقب استخراج تصريح الدفن، تم تسليم الجثمان لذويه في تمام الساعة 3:30 عصرًا.
لاحقًا، نشرت الوسيلة الأعلامية التي تناولت الواقعة تسجيلاً صوتيًا لنجل المتوفى، أكدت خلاله أن والده تلقى الرعاية الطبية داخل المعهد لمدة 10 أيام حتى وفاته، وأن ما ورد في مقطع الفيديو المتداول غير دقيق، موضحًا أنه قام بتصوير الفيديو بدافع الحزن على وفاة والده، بهدف لفت انتباه المسؤولين لشرح أسباب الوفاة.
