أعلنت إسرائيل يوم 26 ديسمبر 2025 اعترافها بإقليم "أرض الصومال" كدولة مستقلة ضمن جمهورية الصومال الفيدرالية، في خطوة وصفها محللون دوليون بأنها محطة استراتيجية جديدة في نفوذ إسرائيل بالقرن الإفريقي.
السر وراء اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال"
ويأتي هذا القرار في وقت حساس تشهد فيه المنطقة صراعات سياسية وأمنية واقتصادية متعددة، ويُثير تساؤلات واسعة حول مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في الصومال والدول المجاورة.
الإقليم على البحر الأحمر وخليج عدن
ويشير محللون إلى أن إقليم أرض الصومال يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي على البحر الأحمر وخليج عدن، ما يجعله بوابة رئيسية للملاحة الدولية والتجارة البحرية، ومن هذا المنطلق، يرى البعض أن الاعتراف الإسرائيلي يهدف إلى توسيع حضورها الاقتصادي والعسكري والسياسي في المنطقة، بما يسهم في تعزيز مصالحها الحيوية وتأمين طرق التجارة الدولية للطاقة والموارد.
وعلى الصعيد السياسي، يُعد هذا الاعتراف تحديًا للحكومة الفيدرالية في الصومال، التي تعتبر أرض الصومال جزءًا لا يتجزأ من أراضيها الوطنية، مما قد يفتح الباب أمام توترات دبلوماسية محتملة مع دول المنطقة والمنظمات الدولية.
توسيع النفوذ وتأمين طرق الطاقة والملاحة الدولية
ويشير خبراء العلاقات الدولية إلى أن هذه الخطوة قد تشجع بعض الدول الأخرى على اتخاذ مواقف مشابهة تجاه مناطق انفصالية في القارة الإفريقية، ما يطرح مخاوف حول تقويض سيادة الدول ووحدتها الإقليمية.
كما يربط بعض المحللين هذه الخطوة الإسرائيلية بـاستراتيجية طويلة الأمد لتعزيز التحالفات الإقليمية في إفريقيا والقرن الإفريقي، خصوصًا مع الدول المطلة على البحر الأحمر وممرات التجارة الدولية، والتي تمثل محورًا حيويًا للمصالح الاقتصادية والأمنية الإسرائيلية.
خطوة إسرائيلية استراتيجية طويلة الأمد تهز الاستقرار الإقليمي
وتأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق محاولات إسرائيل لتوسيع شبكة تحالفاتها السياسية والاقتصادية في إفريقيا، بما يعزز من موقفها في المحافل الدولية ويدعم أجندتها الاستراتيجية بعيدًا عن الأزمات الإقليمية التقليدية.
ويتابع المجتمع الدولي بقلق تطورات الوضع، حيث أكدت مجموعة من الدول العابرة للأقاليم رفضها الاعتراف الأحادي بإقليم أرض الصومال، مؤكدين في بيانات مشتركة على أهمية احترام سيادة ووحدة الدول والالتزام بالقوانين الدولية والمعايير الإقليمية، محذرين من أن هذه الخطوة قد تؤثر على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.
توترات محتملة مع الحكومة الفيدرالية في الصومال
وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن اعتراف إسرائيل بإقليم "أرض الصومال" ليس مجرد خطوة رمزية، بل استراتيجية سياسية واقتصادية طويلة المدى، لها تأثير مباشر على مستقبل العلاقات الإقليمية والدبلوماسية في القرن الإفريقي، وتطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الفيدرالية في الصومال على الحفاظ على وحدتها الإقليمية في مواجهة الاعترافات
