سجلت أسعار الفضة في مصر والأسواق العالمية ارتفاعات قوية خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بنهاية العام، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، وتراجع الدولار، وزيادة الطلب على المعادن النفيسة كأدوات تحوط وأساس صناعي في الوقت نفسه.
أسعار الفضة في مصر
قفزت أسعار الفضة المحلية بنحو جنيهين للجرام، حيث ارتفع سعر عيار 800 من 94 إلى 96 جنيهًا، وسجل عيار 925 نحو 111 جنيهًا، وبلغ سعر عيار 999 نحو 120 جنيهًا، فيما استقر سعر جنيه الفضة عند مستوى 888 جنيهًا، في انعكاس مباشر للارتفاعات العالمية.
الفضة عالميًا تصل إلى أعلى مستوياتها
على الصعيد العالمي، ارتفعت أوقية الفضة بنحو 3 دولارات لتصل إلى 75 دولارًا، وهو أعلى مستوى تاريخي للفضة. ويأتي هذا الصعود نتيجة عوامل هيكلية تشمل نقص المعروض، وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري منذ مطلع العام.
وخلال 2025، اقتربت مكاسب الفضة من 160%، متفوقة على الذهب الذي سجل ارتفاعًا بنحو 72% خلال العام، في إطار موجة صعود شملت معظم المعادن النفيسة.
الأداء النسبي للفضة مقابل الذهب
سجلت نسبة الذهب إلى الفضة نحو 60، ما يعكس تحسن الأداء النسبي للفضة مقارنة بالذهب، حيث يحتاج المستثمر إلى 60 أوقية من الفضة لمعادلة قيمة أوقية واحدة من الذهب.
قمم تاريخية للمعادن النفيسة
اختارت الفضة مستوى 75 دولارًا للأوقية لأول مرة يوم الجمعة 26 ديسمبر، بالتزامن مع ضغوط السيولة في نهاية العام. وفي الوقت نفسه، حافظ الذهب على التداول فوق 4500 دولار للأوقية بعد تسجيله قممًا جديدة، بينما سجل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات مدعومة بضعف التعاملات الموسمية وصغر أحجام التداول.
العوامل الداعمة للصعود
ارتفعت المعادن النفيسة بالتوازي مع صعود الأصول عالية المخاطر مع اقتراب نهاية العام، إذ شهدت الأسهم الآسيوية أعلى مستوياتها خلال عدة أسابيع، بينما استقرت مؤشرات الأسهم الأمريكية ضمن ما يعرف بـ "رالي نهاية العام".
ورغم ذلك، حافظ الذهب والفضة على صعودهما نتيجة اتجاه المستثمرين لإنهاء عام 2025 بمراكز تحوطية ضد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
دور العرض والسيولة
ساهمت العوامل المرتبطة بالعرض والاضطرابات التجارية العالمية في تعزيز التدفقات الدفاعية نحو الذهب والفضة، خصوصًا خلال موسم الأعياد. كما عززت التشريعات الأخيرة المتعلقة بالشحن وتدفقات السلع جاذبية المعادن الثمينة كأصول حماية للقيمة.
السياسة النقدية وتأثيرها
تستفيد الفضة والذهب من توقعات تيسير السياسة النقدية، إذ تشير التقديرات إلى خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة عدة مرات خلال 2026، في ظل تباطؤ التضخم وتراجع زخم سوق العمل، ما يقلص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بهذه المعادن.
ورغم بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية، التي حدت من وتيرة الصعود ودعمت الدولار، فإن المعادن النفيسة واصلت الأداء الإيجابي، مدعومة بارتفاع المخاطر الجيوسياسية والتجارية.
الفضة نجم 2025
تعد الفضة من أبرز الرابحين في 2025، حيث جذبت المستثمرين الباحثين عن بدائل لأسواق الأسهم المتقلبة. وارتفع سعر الأوقية من 29 دولارًا في بداية العام إلى 75 دولارًا بنهاية ديسمبر، مسجلاً مكاسب تاريخية مدفوعة بضغوط التضخم، قيود المعروض، الطلب الصناعي القوي، والمخاطر الجيوسياسية، إلى جانب تأثير تيسير السياسة النقدية.
اختتمت جلسة يوم 26 ديسمبر عامًا استثنائيًا للمعادن النفيسة، حيث سجلت الفضة والذهب والبلاديوم والبلاتين مستويات قياسية، مدعومة بمزيج من العوامل الاقتصادية والنقدية، في وقت تواصلت فيه الأسواق العالمية محاولاتها لتحقيق مكاسب نهاية العام.
