أخبار

«سرقة القرن بمتحف اللوفر»: 100 مليون دولار في 4 دقائق.. الأسرار ومن هم المتورطون؟

22 ديسمبر 2025 09:33 م

محمد عبدالوهاب

متحف اللوفر

كشفت قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية السطو التي استهدفت متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، والتي وقعت في 19 أكتوبر الماضي.

وأفادت القناة بأن اللصوص تمكنوا من سرقة 8482 حجر ألماس، و35 حجر زمرد، و34 ياقوتة زرقاء، و112 لؤلؤة، كانت تُزيّن ثماني قطع جرى الاستيلاء عليها خلال أربع دقائق فقط، وتُقدَّر قيمة المسروقات بأكثر من 100 مليون دولار.

تفاصيل العملية

بدأت عملية السطو في تمام الساعة 9:34 صباحًا بالتوقيت المحلي، حين دخل اللصان إلى قاعة أبولو داخل المتحف، بعد أن قاما بكسر نافذة الدخول باستخدام آلة قطع، وكان اللص المعروف باسم XH1 يرتدي قناعًا أسود وسترة داكنة اللون، إلى جانب قفازات وجوارب سوداء، في حين كان XH2 يرتدي خوذة رمادية. واستولى اللصان على المجوهرات، ووضعاها داخل حقيبة وفي جيوبهما.

عقب ذلك، توجّه اللصان إلى الخارج، حيث كان ينتظرهما شخصان آخران على رصيف فرانسوا ميتران، ثم فرّ الأربعة معًا على دراجتين ناريتين، تاركين شاحنة الرافعة في موقع الحادث.

وعثر المحققون داخل شاحنة الرافعة، التي حاول المشتبه بهم إشعال النار فيها، على لوحة الترخيص الأصلية الخاصة بها، ليتبين أنها كانت مسروقة سابقًا، كما جرى إزالة جهاز التتبع الخاص بها.

مشهد غريب صباح يوم السرقة

يشير هذا التحقيق إلى وجود عدد من الأدلة التي تقود إلى مدينة أوبيرفيلييه، حيث استخدم محققو فرقة مكافحة قطاع الطرق التابعة للشرطة القضائية في باريس صورًا موسعة للمدينة الواقعة في إقليم سين سان دوني.

وفي تمام الساعة 7:37 صباحًا، غادرت دراجة نارية وشاحنة بيضاء مجمعًا سكنيًا في مدينة أوبيرفيلييه متجهتين إلى بلدة إيفري سور سين بالقرب من باريس، ووصلتا في تمام الساعة 8:00 صباحًا، قبل أن يغادر السائقان المكان على متن الدراجة النارية.

وأوضح المحققون أنه عند الساعة 8:37 صباحًا، دخلت شاحنة رافعة تحمل لوحات ترخيص مزورة إلى الموقع، ثم غادرت لاحقًا المجمع السكني ذاته في أوبيرفيلييه، برفقة الدراجة النارية المذكورة سابقًا، ووصلوا إلى جنوب باريس، في الدائرة الـ12، قرابة الساعة 9:00 صباحًا، حيث التحقت بهم دراجة نارية أخرى.

هروب مُحكم التخطيط

بعد تنفيذ عملية السطو، اتجهت الدراجتان الناريتان جنوب باريس نحو موقع الشاحنة البيضاء الغامضة، التي لم يتم العثور عليها حتى الآن، ويُرجّح أنها استُخدمت في نقل المجوهرات المسروقة، وبعد ذلك، انقسم المشتبه بهم الأربعة إلى مجموعتين؛ اثنان على الدراجتين الناريتين، واثنان داخل الشاحنة، حيث اتجهت إحدى المجموعتين غربًا، بينما تحركت الأخرى شرق العاصمة باريس.

إفادات المشتبه بهم الذين تم القبض عليهم

وبعد العثور على آثار جينية داخل واجهة متجر، وعلى خوذة مهجورة، تمكن المحققون من تحديد هوية أحد الجناة، ويدعى عبد الله ن، ويبلغ من العمر 39 عامًا، ويُعرف بلقب XH1.

وقد أُلقي القبض عليه في 25 أكتوبر بمدينة أوبيرفيلييه. وعلى الرغم من رفضه في البداية الإجابة عن أسئلة المحققين، إلا أنه اعترف لاحقًا، وفقًا لقناة «بي إف إم تي في»، بدخوله إلى المعرض بالفعل.

وقال XH1 إنه تلقى اتصالًا قبل يومين من تنفيذ عملية السطو من فريق غامض مكوّن من رجلين يتحدثان بلكنة سلافية، وعرضا عليه مبلغ 15 ألف يورو مقابل المشاركة في ما وصفاه بـ«عملية سطو عادية».

وفيما يخص الهدف من العملية، أوضح عبد الله ن أنه كان يعتقد أن المكان متجر خالٍ من الزبائن أيام الأحد.

أما XH2، فهو عايد ج، الذي تم القبض عليه في اليوم نفسه داخل مطار شارل ديجول، أثناء استعداده للصعود على متن رحلة ذهاب فقط إلى الجزائر، ولم تكن بحوزته سوى حقيبة تحتوي على ملابس، من بينها خوذة دراجة نارية.

وجرى ربط عايد بالقضية من خلال الحمض النووي الذي عُثر عليه على دراجة نارية ثالثة في مدينة بانتان، والتي يُحتمل ارتباطها بالتحقيق، ورغم إنكاره في البداية، فقد اعترف لاحقًا بتورطه، مؤكدًا أن المجوهرات سُرقت منه فور نزوله من شاحنة الرافعة. وعند سؤاله عن المحرّضين المحتملين، قال إنه جُنّد من قبل شخص غامض يُدعى «ليزر».

ماذا عن باقي المشتبه بهم؟

ووفقًا لمعلومات حصلت عليها قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية، عُثر على الحمض النووي لمشتبه به ثالث يُدعى سليمان ك داخل شاحنة الرافعة، ويقوم المحققون حاليًا بفحص أدوات متعددة عُثر عليها أثناء تفتيش أحد المواقع المرتبطة بقضيته، والتي قد تكون لها صلة مباشرة بالتحقيق.

أما المشتبه به الرابع، برشيد ح، فقد تم القبض عليه في 25 نوفمبر داخل إقليم ماين، ويجري المحققون حاليًا تحقيقات موسعة حول المحادثات التي يُحتمل أنه أجراها مع آخرين عقب الحادثة.

وأشار التقرير إلى أنه لم يتم حتى الآن العثور على الحمض النووي الخاص ببرشيد داخل متحف اللوفر أو في محيطه القريب.

وحتى هذه اللحظة، وُجهت اتهامات رسمية إلى المشتبه بهم الأربعة، وتم وضعهم قيد الحبس الاحتياطي، ولم يتم استرداد المجوهرات المسروقة بعد، كما لا يزال مصيرها مجهولًا، سواء أكانت قد نُقلت من مكانها، أو أُعيد بيعها، أو جرى تفكيكها، أو الاحتفاظ بها في حالتها الأصلية.