منذ انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1957، أثبتت مباريات الافتتاح أنها غالبًا ما تصب في مصلحة الدولة المستضيفة، في ظاهرة تكررت عبر تاريخ البطولة.
مباريات الافتتاح تمنح أصحاب الأرض أفضلية تاريخية في أمم إفريقيا
فمن أصل 34 مباراة افتتاح، نجح أصحاب الأرض في تحقيق الفوز في 19 مناسبة، مقابل خمس هزائم فقط، بينما انتهت تسع مباريات بالتعادل، ما يعكس التأثير الإيجابي لعامل الأرض والجمهور في ضربة البداية.
هزائم نادرة للمضيفين
ورغم الأفضلية الواضحة، شهد التاريخ بعض السقوط المفاجئ لأصحاب الأرض، كانت البداية عام 1957 حين خسر السودان أمام مصر بنتيجة 2-1 في أول مباراة افتتاح بالبطولة.
وتكررت الهزائم النادرة بعد ذلك، أبرزها:
مصر أمام السنغال (0-1) عام 1986
السنغال أمام نيجيريا (1-2) عام 1992
تونس أمام مالي (0-2) عام 1994
بوركينا فاسو أمام الكاميرون (0-1) عام 1998
ورغم هذه البدايات المتعثرة، نجحت بعض المنتخبات المستضيفة في تجاوز الصدمة والمضي قدمًا في البطولة، كما حدث مع مصر وبوركينا فاسو.
انتصارات كاسحة وبدايات تاريخية
في المقابل، شهدت مباريات الافتتاح انتصارات عريضة لا تُنسى، كان أبرزها فوز الجزائر على نيجيريا بنتيجة 5-1 في نسخة 1990، إلى جانب:
تونس × إثيوبيا (4-0) عام 1965
جنوب إفريقيا × الكاميرون (3-0) عام 1996
ساحل العاج × توغو (3-0)
كما تبقى مباراة أنجولا ومالي في افتتاح نسخة 2010 من أكثر المواجهات إثارة، بعد انتهائها بالتعادل 4-4 في سيناريو درامي لا يُنسى.

المنتخب المغربي يفتتح البطولة الأفريقية غدًا
يستعد المنتخب المغربي لخوض مواجهة قوية مساء غدًا الأحد 21 ديسمبر، أمام منتخب جزر القمر، في افتتاح منافسات النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الإفريقية، على ملعب الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط.
ويطمح “أسود الأطلس” إلى تسجيل بداية مثالية في مشوار البطولة، مستفيدين من عاملي الأرض والجمهور، حيث يواجه المنتخب المغربي تحديًا يتجاوز حدود تحقيق الفوز في مباراة الافتتاح، ليصل إلى هدف أكبر يتمثل في المنافسة الجادة على التتويج باللقب القاري.
وتمنح الإحصاءات التاريخية لبطولة كأس الأمم الإفريقية دفعة معنوية إضافية للمنتخب المغربي، في ظل أفضلية واضحة لأصحاب الأرض في مباريات الافتتاح، وهو ما يعزز آمال الجماهير المغربية في انطلاقة قوية أمام منتخب جزر القمر مع صافرة بداية البطولة.
ماذا قدم المغرب كمضيف؟
وعندما استضاف المغرب كأس الأمم الإفريقية آخر مرة عام 1988، لم تكن البداية مثالية، بعدما تعادل مع منتخب زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا) بهدف لمثله، إثر استقبال هدف التعادل قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق، ليغادر البطولة لاحقًا دون الوصول إلى النهائي.
فرصة جديدة لتعويض الماضي
ومع اقتراب انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة على الأراضي المغربية، يعقد أسود الأطلس آمالًا كبيرة على كتابة بداية مختلفة، مستندين إلى التاريخ الذي يدعم أصحاب الأرض في مباريات الافتتاح.
ويأمل المنتخب المغربي في تحقيق فوز قوي على جزر القمر، يمنحه دفعة معنوية مبكرة ويؤكد طموحه الجاد في المنافسة على اللقب القاري أمام جماهيره.
