أخبار

نفق مظلم.. متحف اللوفر يواجه أزمات تهدد بإغلاقه

15 ديسمبر 2025 01:07 م

نفق مظلم.. متحف اللوفر يواجه أزمات تهدد بإغلاقه

دخل متحف اللوفر، المتحف الأكثر زيارة في العالم نفقًا مظلمًا من الأزمات المتلاحقة بعد أن دعت النقابات العمالية إلى إضراب مفتوح يهدد بإغلاق أبوابه أمام ملايين الزوار في موسم الأعياد.

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، اجتمع الموظفون صباح اليوم الاثنين، في جمعية عامة للتصويت على بدء الإضراب، وبالفعل صوتت الأغلبية لصالحه ما أدى إلى تأخير موعد افتتاح المتحف المعتاد في التاسعة صباحًا، بينما أشارت "ذا جارديان" البريطانية إلى أن الإضراب قد يستمر لأيام في واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا خلال العام.

سرقة القرن

نفق مظلم.. متحف اللوفر يواجه أزمات تهدد بإغلاقه


تأتي هذه الخطوة الاحتجاجية بعد أسابيع من حادثة سرقة صادمة هزت أركان المتحف العريق، إذ نجحت عصابة رباعية في سرقة ثمانية من مجوهرات التاج الفرنسي بقيمة 88 مليون يورو، 19 أكتوبر الماضي، خلال 7 دقائق فقط في وضح النهار، قبل أن يفروا على دراجات نارية.

ورغم اعتقال 4 متهمين ووضعهم قيد التحقيق الرسمي، لا تزال المجوهرات المسروقة مفقودة حتى اللحظة، بحسب ما ذكرته "ذا جارديان".

وأوضح كريستيان جالاني، المسؤول في اتحاد العمال الفرنسي، أن حادث السرقة كشف عن "سنوات من التقليصات في عدد الموظفين وضعف الاستثمار الحكومي" في متحف استقبل 8.7 مليون زائر، العام الماضي.

وأضاف أن العاملين "يشعرون اليوم بأنهم الحاجز الأخير قبل الانهيار الكامل"، مشيرًا إلى أن 200 وظيفة حُذفت منذ عام 2015، معظمها في قطاع الأمن.

سرقات متتالية

لم تكن السرقة الحادثة الوحيدة التي عصفت بالمتحف، إذ تعرض نوفمبر الماضي، لتسرب مياه أتلف ما بين 300 إلى 400 وثيقة ومجلة وكتاب في قسم الآثار المصرية، كما أُغلقت صالة تضم 9 غرف تحوي فخاريات يونانية قديمة، بسبب مخاوف من انهيار السقف، وفق ما نقلته "لوموند".

وقال جالاني، الذي يعمل في غرفة التحكم الأمني الليلي: "وصلنا لدرجة من الإحباط الشديد، هذا هو السبيل الوحيد المتبقي لإسماع صوتنا".

واعترف مسؤول أمني رفيع المستوى شارك في تحقيق أمرت به وزارة الثقافة بأنه "مذهول" مما اكتشفه في اللوفر، قائلًا أمام أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي: "كانت هناك سلسلة من الأعطال أدت إلى الكارثة، لكنني لم أكن أتخيل أبدًا أن اللوفر قد يعاني هذا الكم من المشكلات".

وأكدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، أن التحقيق الأولي كشف عن "تقليل مزمن لمخاطر السرقة ونقص حاد في الاستثمار بالتدابير الأمنية"، بينما أشار المدقق الحكومي إلى أن تحديثات الأمن تمت بوتيرة "غير كافية بشكل مؤسف"، وأن المتحف أعطى الأولوية لـ"العمليات البراقة والجذابة" بدلًا من حماية مقتنياته.

ارتفاع سعر التذاكر

 

تتصاعد موجة الغضب أيضًا بسبب قرار المتحف رفع سعر تذكرة الدخول بنسبة 45% للزوار من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية، لتصبح 32 يورو، بدءًا من يناير المقبل، وهو ما يشمل السياح من أمريكا وبريطانيا والصين، الذين يمثلون أعلى أعداد الزوار.

واعتبرت النقابات الثلاث في اللوفر هذا القرار "تمييزيًا غير مقبول"، معتبرة أن الزوار سيدفعون مبالغ أعلى "لرؤية متحف متهالك لا يمكنهم الوصول لكل مجموعاته لأننا نعاني نقصًا مزمنًا في الموظفين وتُغلق القاعات بانتظام".

وقال جالاني: "إنها فضيحة مطلقة أن نجعل زوارًا من جنسيات معينة يدفعون ثمن سنوات من الإخفاقات المتراكمة في متحف تتكون مجموعته من أعمال من جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "هذا يتعارض مع عالمية الثقافة وفكرة المساواة في الوصول إليها، فعلى سبيل المثال سيؤثر هذا على السياح البريطانيين، بينما لو ذهبت أنا إلى المتحف البريطاني، فالدخول مجاني".

سعيًا لتجنب إغلاق المتحف مع اقتراب عطلة الكريسماس، عُقدت اجتماعات الأسبوع الماضي، في وزارة الثقافة مع النقابات، من بينها لقاء مباشر مع الوزيرة داتي نفسها، حسبما أفادت "لوموند".

والتزمت الوزيرة بالتراجع عن خفض الميزانية المخصصة للمتحف بقيمة 5.7 مليون يورو، في مشروع قانون المالية 2026، علمًا بأن المتحف تلقى 98.2 مليون يورو من الإعانات الحكومية عام 2024.

وكلفت داتي فيليب جوست، المسؤول عن إعادة إعمار كاتدرائية نوتردام بعد الحريق، بإجراء دراسة حول "إعادة تنظيم عميقة" للمتحف يبدأ العمل عليها، يناير المقبل.

وقالت الوزيرة: "هناك إجراءات لا غنى عنها يجب اتخاذها، تتجاوز بكثير مسائل الأمن والسلامة"، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وحذرت مديرة اللوفر لورانس دي كارس، التي باتت في موقف حرج، مرارًا قبل السرقة من الأوضاع داخل المتحف وتكلفة صيانة القصر الملكي السابق الشاسع.

ويناير الماضي، وصفت زيارة المبنى المكتظ بأنها أصبحت "محنة جسدية"، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإعلان مشروع كبير لبناء مدخل جديد للمتحف وتخصيص غرفة خاصة للوحة الموناليزا، أشهر لوحة في العالم.

احتواء الأزمة


سعيًا لتجنب إغلاق المتحف مع اقتراب عطلة الكريسماس، عُقدت اجتماعات الأسبوع الماضي، في وزارة الثقافة مع النقابات، من بينها لقاء مباشر مع الوزيرة داتي نفسها، حسبما أفادت "لوموند".

والتزمت الوزيرة بالتراجع عن خفض الميزانية المخصصة للمتحف بقيمة 5.7 مليون يورو، في مشروع قانون المالية 2026، علمًا بأن المتحف تلقى 98.2 مليون يورو من الإعانات الحكومية عام 2024.

وكلفت داتي فيليب جوست، المسؤول عن إعادة إعمار كاتدرائية نوتردام بعد الحريق، بإجراء دراسة حول "إعادة تنظيم عميقة" للمتحف يبدأ العمل عليها، يناير المقبل.

وقالت الوزيرة: "هناك إجراءات لا غنى عنها يجب اتخاذها، تتجاوز بكثير مسائل الأمن والسلامة"، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وحذرت مديرة اللوفر لورانس دي كارس، التي باتت في موقف حرج، مرارًا قبل السرقة من الأوضاع داخل المتحف وتكلفة صيانة القصر الملكي السابق الشاسع.

ويناير الماضي، وصفت زيارة المبنى المكتظ بأنها أصبحت "محنة جسدية"، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإعلان مشروع كبير لبناء مدخل جديد للمتحف وتخصيص غرفة خاصة للوحة الموناليزا، أشهر لوحة في العالم.