كشف تقرير حديث للهيئة العامة للرقابة المالية عن تزايد اعتماد المصريين على نظام التقسيط لشراء الأجهزة الكهربائية والمنزلية، حيث حصل المستهلكون على تمويلات بقيمة 11.7 مليار جنيه من شركات التقسيط خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، بما يمثل نحو 17.8% من إجمالي نشاط التمويل الاستهلاكي في مصر.
وأظهر التقرير ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المستفيدين من التمويل الاستهلاكي، حيث بلغ إجمالي عدد العملاء 8.1 مليون عميل خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ 2.9 مليون عميل خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو 179.4% في عدد العملاء. أما قيمة التمويلات فقد ارتفعت لتصل إلى 66 مليار جنيه مقابل 41.9 مليار جنيه خلال الفترة المماثلة من 2024، بنسبة نمو 57.5% في حجم التمويلات.
ويعرف التمويل الاستهلاكي بأنه أي نشاط يهدف إلى توفير التمويل المخصص لشراء السلع والخدمات لأغراض استهلاكية، مع إمكانية سداد ثمنها على فترة زمنية لا تقل عن 6 أشهر، ويشمل التمويل من خلال بطاقات المدفوعات التجارية أو أي وسائل دفع معتمدة من البنك المركزي المصري.
ويحقق التمويل الاستهلاكي فوائد متعددة، إذ يساعد في زيادة الطلب على الأصول والمعدات الاستهلاكية التي ينتجها القطاع الصناعي، مما يحسن كفاءة الإنتاج والربحية.
وعلى مستوى المستهلكين، يتيح التمويل تحسين مستوى المعيشة والقدرة على شراء المنتجات التي يصعب تحمل ثمنها نقدًا، كما يسهم في التخطيط المالي الأفضل للإنفاق.
أما على المستوى القومي، فإن هذا النوع من التمويل يدعم زيادة الطلب المحلي، وتشجيع الاستثمار، ورفع معدلات التشغيل، وتحفيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الأسر على استخدام الموارد المالية بشكل أمثل والتخطيط للادخار.
ويشمل التمويل الاستهلاكي جميع السلع والخدمات ما عدا تلك الخاضعة لقوانين التمويل العقاري، أو التأجير التمويلي، أو التخصيم، أو التمويل متناهي الصغر، أو شراء العقارات من المطورين العقاريين. وحددت الجهات الممولة قائمة السلع التي يمكن شراؤها بالتقسيط، وتشمل المركبات والسيارات بجميع أنواعها، والسلع المعمرة، والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، بما في ذلك الثلاجات، الغسالات، أجهزة التكييف، الشاشات والتلفزيونات، وأجهزة المطبخ المنزلية.
وأظهر هذا التوجه أن المصريين يزداد اعتمادهم على برامج التمويل الاستهلاكي كخيار عملي لتقسيط تكلفة المعيشة وشراء الأجهزة المنزلية الحديثة، في ظل رغبتهم في توفير الوقت وتحسين جودة حياتهم، مع الاستفادة من خطط سداد مرنة تتيح لهم تنظيم ميزانياتهم الشخصية دون ضغوط مالية كبيرة.
