اجاب الفنان محمد صبحي على سؤال الاعلامية لميس الحديدي : ما الذي تعلمه الأستاذ الكبير محمد صبحي من تجربة المرض؟ هل تترك التجربة في النفس أثرًا ما أو ألمًا ما أو خوفًا ما؟ ليرد: من وأنا طفل كان أحد طموحاتي هو الموت، ولا أقصد أني عاوز أموت لأني زهقت من الدنيا، لكن على سبيل التجربة.
وعلقت الحديدي: الموت تجربة يا أستاذ؟فيرد خلال لقائه ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار: نعم، الموت تجربة، لأنه لم يعد إلينا أحد من العالم الآخر ليخبرنا ماذا يحدث بعد الموت.
واصل: من وأنا عندي اثنتا عشرة سنة كنت أقول: مين قال إني مت لو مت؟ بالعكس، أعتبر أن العالم هو من مات حولي وليس أنا.لتسأله الحديدي ممازحة: ده إنت فيلسوف من وإنت صغير؟ليجيب: ليست فلسفة، لكني كنت طفلًا أفكر وأقرر أمورًا لا أفهمها، أكبر من سني، وأُبيّن وقتها أني أفهمها حتى وصلت لسن أقرأ وأفهم فيه.
أردف: بالنسبة للمرض في حد ذاته، فالمرض تجربة تدفع للطموح، ليس لكي نعيش فقط، بل لكي نلحق ونفعل ما نريد فعله.
وعقبت الحديدي: وما الذي يريد الفنان محمد صبحي أن يقوم به؟فيرد: سأجيب نفس الإجابة التي قلتها للإعلامي الراحل مفيد فوزي حين سألني. أقول: رحلة حياتي بروفة، وعاوز أعرض بقى. كل اللي عشته بروفة، لأني مؤمن أن كل اللي عملته كان العادي.
واصل: أنا عشت سبعة عقود متواصلة بكل اختلافاتهم السياسية والأيديولوجية وتفاصيلها. دكتور قال لي يومًا: أنت عشت سبعة عقود، لكن لديك في رأسك "هارد ديسك" بتطلع منه ملفات، وده هيعمل لك مشكلة لأنك بتسرح في الملفات لحد ما تروح. وقلت له: أنا بعمل كده بقالي سبعة عقود، بطلع من دماغي صورًا بصرية وسمعية وفكرية وسلوكية وأخلاقية، وعاوز ألاقي صورة منهم الآن لا أجدها. وهذه هي مشكلة "النوستالجيا "التي أعيشها. ومخي يقدم أكثر مما يعد الكمبيوتر والإنترنت لإخراج المعلومات.
