كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة متفاقمة في نقص القوات والميزانية، في الوقت الذي يستعد لخوض جولات جديدة من حروب الاستنزاف على جبهات متعددة.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أن الأزمة الأشد حدة التي تواجه الجيش الإسرائيلي هي نقص القوات، مشيرة إلى أن نحو 600 ضابط محترف طلبوا التقاعد المبكر، وهو ما يعكس اتجاهًا أوسع نطاقًا بكثير في الوحدات والمديريات، مدفوعًا جزئيًا بالتجارب القاسية للحرب الأخيرة.
كما أخطرت مديرية شؤون الموظفين عن نقص يبلغ نحو 12,000 جندي مقاتل، وهي مشكلة لا يمكن إلا أن تتفاقم من خلال تشريع يعفي اليهود المتشددين "الحريديم" من التجنيد، وتم إخطار جنود الاحتياط بالفعل بأنه قد يتم استدعاؤهم لمدة 70 يومًا العام المقبل.
انهيار نظام الأمن الحدودي القديم
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع العودة إلى نموذج ما قبل 7 أكتوبر، المتمثل في أمن الحدود الروتيني، مشيرة إلى أن 4 كتائب، نصفها يوجد في منازلهم في عطلات نهاية الأسبوع، لا تكفي لحماية المستوطنات على طول الحدود اللبنانية وغزة.
وأكدت "هآرتس" حاجة جيش الاحتلال إلى تجديد الكميات الهائلة من الذخائر والصواريخ الاعتراضية التي استخدمت خلال العامين الماضيين، وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن لإسرائيل أن تأمل مفاجأة خصومها إذا كانت معظم أوراقها الرابحة قد استخدمت بالفعل؟
التوجه نحو تعديل الميزانية العسكرية
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي وضع خططه لحرب مدتها 4 أسابيع في لبنان تليها أسبوعين في غزة، وقبل الحرب مباشرة كان هناك حديث عن تمديد الإطار الزمني تحت قيادة رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك هرتسي هاليفي.
لكن من الواضح الآن، والحديث للصحيفة، أن الاستعدادات يجب أن تأخذ في الاعتبار أيضًا حروب الاستنزاف المطولة ومتعددة الجبهات، حتى لو كان القتال المطول هذه المرة هو إلى حد كبير اختيار بنيامين نتنياهو.
تخبط بين وزارتي المالية والدفاع
وتترجم هذه المتطلبات إلى مطالب ميزانية غير مسبوقة، وعلى نطاق واسع تتوقع وزارة الدفاع ميزانية لعام 2026 تبلغ 144 مليار شيكل (نحو 44 مليار دولار)، منها ما يقرب من 100 مليار شيكل ستذهب إلى المشتريات والمعدات، و37 مليارًا للاحتياط و7 مليارات للاستعداد العملياتي.
ولا يأخذ هذا السيناريو في الاعتبار، وفق هآرتس، التصعيد المحتمل إلى حرب شاملة العام المقبل. وخلف الكواليس، وكالعادة، يدور شد وجذب بين وزارتي المالية والدفاع في إسرائيل. وعلى غير العادة، لم يشارك وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي يبدو أنه منشغل بأمور عاجلة أخرى، بعضها قد يخدمه في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، مثل إغلاق إذاعة الجيش.
