أشاد المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، بالزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الكوري الجنوبي "لي جاي ميونغ" إلى القاهرة، مؤكدا أنها تمثل محطة فارقة في مسار العلاقات المصرية–الكورية، وتفتح المجال لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، وعلى رأسها التكنولوجيا والصناعة والتعليم.
وقال "صبور" إن تزامن الزيارة مع مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يعكس رمزية خاصة، ويجسد رغبة متبادلة في تطوير العلاقات ونقلها من مستوى التعاون التقليدي إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة، موضحا أن ما شهدته الزيارة من مباحثات موسعة واتفاقات جديدة يؤكد إدراك الجانبين لأهمية البناء على هذا التاريخ من الصداقة وتعميق التعاون في السنوات المقبلة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن ما جاء في تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المباحثات يعكس رؤية مصر الواضحة نحو جذب الاستثمارات الكورية وتوطين الصناعات المتقدمة داخل الدولة، خاصة في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، وصناعة السيارات، وبناء السفن، والبتروكيماويات والتعدين، مشيرا إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية، ومنظومة حوافز استثمارية جاذبة، إضافة إلى سوق كبير وموقع استراتيجي يجعلها مركزا مثاليا للتوسع الكوري نحو إفريقيا والمنطقة العربية.
وأكد "صبور" أن إشادة الرئيس الكوري بالإنجازات التي حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة، ومنها افتتاح المتحف المصري الكبير، تعكس إدراك سيئول لحجم التطور الذي تشهده الدولة المصرية، وقدرتها على استيعاب استثمارات كورية ضخمة، مشيدا بما أعلنه الجانبان حول دراسة إنشاء جامعة كورية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا داخل مصر، إلى جانب إمكانية إنشاء مدارس كورية لنقل التجربة التعليمية المتميزة، معتبرا أن هذا التطور يمثل استثمارا مباشرا في بناء الإنسان المصري وإعداد جيل جديد قادر على التعامل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وأشار النائب إلى أن المباحثات السياسية التي دارت بين الرئيسين أكدت من جديد المكانة المحورية لمصر في قضايا الشرق الأوسط، حيث عرض الرئيس السيسي جهود الدولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأكد ثبات الموقف المصري الداعم لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة، لافتا إلى أن تأييد كوريا لهذا التوجه يعزز الدعم الدولي للمسار السياسي الذي تقوده مصر، ويرسّخ دورها كقوة استقرار إقليمية.
وشدد المهندس أحمد صبور على أن توقيع مذكرتي تفاهم في الثقافة والتعليم يمثل خطوة مهمة لتعزيز التفاهم المشترك بين الشعبين المصري والكوري، ويدعم القوة الناعمة للدولتين، ويخلق جسورا ممتدة من التعاون المستدام، مؤكدا أن الزيارة التاريخية وضعت أسسا جديدة للتعاون بين مصر وكوريا، وتفتح الباب أمام عصر جديد من الشراكة الاقتصادية والتكنولوجية، معربا عن ثقته في أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق مشروعات مشتركة كبرى تعزز قدرات الاقتصاد المصري وتحقق مصالح البلدين.
