سياسة

المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال يؤكد خسارة دولته الحرب الدعائية

19 نوفمبر 2025 10:42 ص

دانيال هاجاري

اعترف المتحدثُ السابقُ باسمِ جيشِ الاحتلالِ الإسرائيلي، دانيال هاجاري، خلال مؤتمرٍ سنويٍّ للاتحاداتِ اليهوديةِ في أمريكا الشمالية عُقد في واشنطن، بأن إسرائيل "خسرت الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي"، داعيًا إلى إنشاء وحدةٍ متخصصةٍ لرصدِ وتوجيهِ الخطابِ الدعائي عالميًا تعمل بمستوى تقني وتنظيمي مشابهٍ لوحدةِ الاستخبارات الإسرائيلية الشهيرة 8200.

طبيعة الوحدة 

وأوضح هاجاري أن "الوحدة" التي يدعو إليها ستكون مهمتها رصدُ المحتوى المعادي لإسرائيل لحظةً بلحظة، وبجميع اللغات، ثم تغذية الأجهزة الدعائية بالبيانات اللازمة لصياغة رسائل أكثر فاعلية وتحديد نقاط التدخل السريع، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وقال إن الحاجة باتت "ملحّة" لوحدة تجمع بين الرصد التقني وصياغة الرسائل وإنشاء هويات وهمية واستخدام روبوتاتٍ مبرمجة ومدونين دون صفة رسمية "ويفضَّل أن يكونوا شابات"، على حد تعبيره.

وأضاف: "نحتاج إلى تعاطفٍ مشترك مع الجاليات اليهودية في الخارج. الناس يريدون الحقائق، لكن العالم الرقمي لا يتحرك بالبيانات المكتوبة، بل بالصورة والفيديو والأرقام". 

التهرب من قتل شيرين أبو عاقلة 

وخلال حديثه، استعاد هاجاري مواجهةً إعلاميةً مع مراسلٍ من صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اتهمه بالكذب في قضية مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، زاعمًا أنه قدم للصحفي ثلاثة أدلة حول حادثة مستشفى الأهلي في غزة، بينها صورة التقطتها طائرةٌ مسيَّرة، موضحًا أنها "غيّرت التقارير الأجنبية"، وأن الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن اطّلع عليها في طريقه إلى إسرائيل. 

ضرورة تعزيز المنظومة الدعائية

وعدّد المتحدثُ السابقُ باسم جيش الاحتلال "الجبهات" التي تواجهها إسرائيل، وهي: غزة، الضفة الغربية، حماس، لبنان، حزب الله، سوريا، العراق، الحوثيون وإيران، لكنه شدد على أن جبهة وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأصعب.

وقال: "الشباب يستهلكون المعلومات من الشبكات الاجتماعية. وهذه الجبهة أخطر من الجبهات العسكرية".

وأكد أن إعادة بناء المنظومة الدعائية باتت ضرورةً ملحّة، مشيرًا إلى أن "المعركة الحقيقية ستكون خلال عشر سنوات"، عندما يتلقى طفل في شيكاغو أو الصين واجبه المدرسي حول أحداث 7 أكتوبر، ويعتمد على أدوات ذكاءٍ اصطناعي لتلقي روايته.

وتابع: "قد يحصل على رواية تقول: "أسوأ مذبحة منذ الهولوكوست"، وأخرى: "مقاتلو حماس حرروا فلسطين". 

هاجاري يؤيد إدخال المساعدات 

وفيما يتعلق بتعليقاته عن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، أشار هاجاري إلى أنه تعرض لانتقادات داخل إسرائيل بسبب حديثه عن الوضع الإنساني ودخول المساعدات، لكنه أكد أن ذلك "كان ضروريًا لتجنب اتهامات التجويع".

وقال: "الأمر ذاته ينطبق على أعداد الشهداء الفلسطينيين. لا أحد يوضح عدد عناصر حماس، وهذه مشكلة في فهم الجمهور".