
دقّت مديرية أوقاف أسيوط، اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025، ناقوس الخطر حول واحدة من أخطر الآفات المجتمعية، مؤكدة أن "الرشوة هدمٌ للأخلاق قبل القوانين"، وذلك خلال الندوة العلمية الشهرية الكبرى التي عُقدت بمسجد عبد المنعم رياض التابع لإدارة أوقاف القوصية شرق.
يأتي هذا التحرك التوعوي الهام ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك"، وبتوجيهات مباشرة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية فضيلة الدكتور عيد علي خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط.
شهدت الندوة، التي أدارت نقاشاً عميقاً حول أبعاد هذه الجريمة، حضوراً علمياً بارزاً من قيادات الدعوة بالمديرية، تقدمهم فضيلة الدكتور عيد علي خليفة، وفضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة، وفضيلة الشيخ ناصر محمد السيد علي، مدير المتابعة، وفضيلة الشيخ محمد طلعت ناجي، مدير الإدارة.
وافتتح القارئ فضيلة الشيخ أمير مبروك الفعاليات بتلاوة قرآنية عطرة، ليعتلي المنصة بعدها فضيلة وكيل الوزارة، الدكتور عيد علي خليفة، مطلقاً رسالة الافتتاح التي وضعت الإطار العام للندوة.
تناول "خليفة" في كلمته خطورة الرشوة من منظور شرعي، واصفاً إياها بـ "الجريمة المدمرة" التي لا تقف آثارها عند حدود القانون، بل تمتد لتضرب منظومة الأخلاق في مقتل، وتفتت التماسك المجتمعي، وتعيق أي جهود حقيقية للتنمية. وأكد وكيل الوزارة أن الرشوة "تهدم العدالة"، وتفقد المجتمعات "ثقتها في مؤسساتها"، وهو الخطر الأكبر.
من جانبه، غاص فضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة، في الأبعاد المتشعبة للرشوة، متناولاً تأثيراتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضح "محمود" كيف أن هذه الممارسة تساهم بشكل مباشر في "إضعاف الانتماء" وتغييب "تضييع الحقوق"، وتفتح أبواب الفساد على مصراعيها، مستشهداً بالنصوص القرآنية الواضحة الداعية إلى العدل والإحسان ورفض أكل أموال الناس بالباطل.
ولأن المواجهة تتطلب تكاتفاً، تطرق فضيلة الشيخ ناصر محمد السيد، مدير المتابعة، إلى الجانب الرقابي والإداري في مكافحة هذه الآفة. وأكد "السيد" أن مواجهة الرشوة ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي "مسؤولية مشتركة" تتطلب وعياً مجتمعياً حقيقياً، وتفعيلاً لأدوات الرقابة، والشجاعة في "الإبلاغ عن الفساد" لحماية الصالح العام.
وفي ختام الندوة، وجّه فضيلة الدكتور عيد علي خليفة دعوة شاملة إلى ضرورة ترسيخ قيم النزاهة، ليس فقط في المؤسسات، بل بدءاً من "البيوت" ذاتها. واعتبر أن المكافحة الفعالة تبدأ من "الضمير الحي والأمانة الصادقة"، مختتماً بتحذير بليغ: "كل مال يُكتسب بغير حق فهو وبال على صاحبه".




