سياسة

إسرائيل تشهد هجرة غير مسبوقة بعد الحرب على قطاع غزة

15 نوفمبر 2025 10:03 ص

الإسرائيلين المهاجرين

كشفت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية عن أن معدلات الهجرة من إسرائيل وصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال العامين الماضيين، مدفوعة بتداعيات الحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والسياسية المتوترة.

وبلغ عدد المهاجرين في عام 2024 نحو 78 ألف شخص، وهو رقم قياسي وفقًا للباحث عدان إيرتس.

تباين نسب الهجرة

أظهرت بيانات "جلوبس" أن تل أبيب سجلت أعلى نسبة هجرة بين المدن الإسرائيلية بواقع 14% من إجمالي المهاجرين في عام 2024، مقارنة بـ11.2% فقط في عام 2014، لتأتي القدس المحتلة في المرتبة الثانية بنسبة 6.3% فقط رغم كونها الأكبر من حيث عدد السكان، بعد أن كانت تسجل 10.6% قبل عقد من الزمن، ما يعكس تراجعًا كبيرًا في حصتها.

وسجًّلت حيفا ارتفاعًا ملحوظًا من 4.7% إلى 7.7%، بينما قفزت نتانيا من 3.3% إلى 6.9%، لتتفوق عدديًا على القدس المحتلة رغم الفارق الكبير في عدد السكان بينهما.

كما شهدت مدينة "بات يام" قفزات حادة في معدلات الهجرة وفقًا للصحيفة، بينما بقيت بئر السبع مستقرة عند 2.1%. 

منهجية جديدة لحصر الأرقام  

أوضحت "جلوبس" أن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية غيرت منهجها في احتساب المهاجرين، إذ يُعتبر الشخص مهاجرًا إذا أمضى خارج البلاد ما لا يقل عن 275 يومًا خلال عام واحد، بما في ذلك من يقضون معظم السنة بالخارج ويعودون لفترات قصيرة، وأدى هذا التغيير إلى جعل الأعداد المسجلة أعلى مما كانت عليه في السنوات السابقة.

وأشارت الصحيفة إلى تسارع موجة الهجرة خلال عام 2023، إذ ارتفع العدد من 37 ألفًا في 2022 إلى 56 ألفًا، نتيجة زيادة الهجرة من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب بينهما، حيث استخدم آلاف من حملة "قانون العودة" إسرائيل كمحطة عبور مؤقتة في طريقهم إلى دول أخرى.

هجرة مرتفعة من يهود المنشأ 

كشف الصحيفة العبرية عن أن نسبة المولودين في الاتحاد السوفييتي السابق بين المهاجرين بلغت 43% في عام 2023، وارتفعت إلى 47% في عام 2024، بينما شكل المولودون في إسرائيل 39% فقط.

لكن الأهم وفقًا لـ"إيرتس" الذي استندت إليه الصحيفة، أنه حتى عند استبعاد المهاجرين من روسيا وأوكرانيا، فإن عدد المولودين في إسرائيل الذين هاجروا ارتفع من 19 ألفًا في 2022 إلى 23 ألفًا في 2023، ثم إلى 30 ألفًا في 2024، ما يعني أن الظاهرة لم تعد مرتبطة فقط بالمهاجرين الجدد، بل أصبحت تشمل شرائح متزايدة من المولودين داخل البلاد.

أوردت "جلوبس" أن معظم المهاجرين من اليهود أو الفئات المصنفة "أخرى" بنسبة 94.3%، وهي أعلى من نسبتهم في إجمالي السكان.

والأكثر إثارة للقلق كما تشبر الصحيفة، هو أن نحو 60% منهم يحملون مؤهلات أكاديمية، ما يعني أن الفئات الأقوى اقتصاديًا وتعليميًا تغادر البلاد بمعدلات متزايدة.

وأوضحت الصحيفة أن هذه المعطيات تغطي حتى عام 2023، ما يعني أن الصورة الكاملة لتأثير الحرب الأخيرة على أنماط الهجرة لم تتضح بعد.

وخلصت "جلوبس" إلى أن المعطيات تعكس تسارعًا في هجرة الفئات الوسطى والعليا المتعلمة من مدن المركز مثل تل أبيب ونتانيا، في حين لم تعد المدن الكبرى الأخرى كحيفا والقدس المحتلة تشكِّل مصدر الجذب الذي كانت عليه سابقًا.

واختتم "إيرتس" بالقول إن العام المقبل سيكشف ما إذا كان انتهاء المرحلة العنيفة من الحرب ضد غزة سيبطئ هذه الموجة، أم أن هناك تحولًا ديموغرافيًا طويل الأمد في أنماط الاستقرار والسكن.