في واقعة مأساوية هزّت مشاعر المصريين، شهدت إحدى القرى حادثًا مؤلمًا راح ضحيته طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، كان يساعد والده على كسب رزقه بالحلال، الحادثة وقعت قبيل غروب الشمس، حين خرج الطفل لمساعدة والده لتعبئة وقود "التروسيكل" الذي يعملان عليه، دون أن يدري الأب أنّ تلك ستكون آخر لحظات يجمعهما فيها القدر.
بحسب رواية أسرة الضحية لـ موقع "بصراحة الإخباري"، فقد استوقف الطفل شابين ادّعيا رغبتهما في المساعدة أثناء تعبئة الوقود، لكنهما استدرجاه إلى مكانٍ بعيد عن أعين الناس، وهناك ارتكبا جريمتهما البشعة، فذبحاه وسرقا التروسيكل وفرّا هاربين، الشابين لم يتجاوزا الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما ما زاد من هول الصدمة داخل القرية.
أحد أقارب الضحية قال بحزنٍ شديد: “ابني كلّمني وقالي ”احمد" بين الحياة والموت، وقالّي: يا بابا أحمد اتدبح بس لسه الروح فيه، لحقوه وودوه المستشفى، لكن الجرح كان صعب جدًا، تخاف تبص عليه"، وأضاف: "قعد أربعة أيام بين الحياة والموت، وأجرى عملية كبيرة لكن قضاء ربنا نفذ وراح للي خلقه.
" الطفل “أحمد” كما وصفه أهل قريته كان محبوبًا من الجميع، معروفًا بذكائه وأخلاقه الطيبة، وحافظًا للقرآن الكريم، كان السند الوحيد لوالده العامل البسيط، وأخته الصغيرة المريضة بمرضٍ في القلب يقول والده المكلوم وهو يصرخ بحرقة: "انقذوني.. وجيبولي حق ابني.. ده كان ضهري وسندي الوحيد!" الواقعة أثارت حالة من الحزن والغضب العارم في القرية بأكملها، حيث خرج الأهالي مطالبين بأشد العقوبات للمتهمين، مؤكدين أن العدالة وحدها ستخفف من وجع الأب المكلوم.
في المقابل، وجّهت الأسرة خالص الشكر لأجهزة وزارة الداخلية التي نجحت، في وقتٍ قياسي، في تحديد هوية المتهمين وضبطهما بعد ساعات قليلة من الحادث.
واختتم أحد أفراد الأسرة حديثه قائلًا: "احنا ناس غلابة وبناكل عيش بالحلال، ما لناش عداوة مع حد.. كل اللي بنطلبه القصاص، علشان أحمد يرتاح في قبره" جريمة مروّعة جديدة تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول غياب الوعي وتنامي العنف بين صغار السن، لكنها في النهاية تذكّرنا بأنّ فقدان طفل بريء بهذا الشكل، ليس مجرد حادث عابر بل جرح في قلب الإنسانية.
