محافظات

«ابني بيضيع ومحدش بيساعدنا».. والد ووالدة "رحيم" ضحية ضمور العضلات يصرخان لـ«بصراحة» أملاً في تحرك المسؤولين

05 نوفمبر 2025 02:34 م

أمير عرفه

مراسل موقع بصراحة مع "رحيم" وأسرته

في منزل بمركز القوصية، يعيش الطفل رحيم البالغ من العمر خمس سنوات، سباقًا محمومًا ضد الزمن. فبينما يلهو بألعابه بابتسامة بريئة، تبدأ عضلاته في الخذلان يومًا بعد يوم، مصارعًا مرض "ضمور العضلات" اللعين (دوشين)، وهو المرض الذي يتطلب حقنة لإنقاذ حياته تُقدر تكلفتها بـ 150 مليون جنيه.

​والد ووالدة رحيم لا يناشدان الدولة تحمل التكلفة الباهظة، بل يناشدانها فقط السماح لهما بمحاولة إنقاذ ابنهما الوحيد. فمنذ أكثر من عام، وهم يخوضون رحلة بيروقراطية معقدة، في محاولة لاستخراج موافقة رسمية من وزارة التضامن الاجتماعي لفتح حساب بنكي رسمي، يمكن من خلاله جمع التبرعات لعلاج رحيم، وهو الإجراء الوحيد الذي يضمن ثقة المتبرعين.

​وفي لقاء حصري لـ**«موقع بصراحة الإخباري»**، تحدث “شيبت عبد العال”، المرشح البرلماني لانتخابات 2025، عن قضية الطفل رحيم الإنسانية. وخلال استضافته للأسرة، استعرض "شيبت" كافة التقارير الطبية والمستندات الرسمية التي تثبت الحالة.

​وبنبرة يكسوها القهر، قال والد الطفل رحيم: "بقالنا أكتر من سنة بنلف عشان نفتح حساب للتبرعات. إحنا معانا كل الأوراق الرسمية والتقارير اللي تثبت حالة ابني، لكن المشكلة كلها وافقة في اللجنة العليا في وزارة الصحة أو التضامن، هما اللي معطلين الموافقة على فتح الحساب".

​وأضاف الأب والألم يعتصر صوته: "ابني حالته بتتدهور كل يوم عن اللي قبله، مبيقدرش يطلع السلم، ولو وقع مبيقدرش يقوم لوحده. إحنا في سباق مع الزمن عشان نلحقه قبل ما يكبر أكتر من كدا والحقنة متجبش نتيجة. كل اللي بنطلبه إنهم يوافقوا عشان الناس تقدر تساعدنا".

​والتقطت والدة رحيم طرف الحديث، وهي تحتضن طفلها الذي يعاني من صعوبة في الأكل والكلام: "المرض مأثر عليه في كل حاجة، حتى الأكل بيرجعه. الدكاترة أكدوا التشخيص بالتحليل الجيني. أنا خايفة يوصل لمرحلة الكرسي المتحرك، لأن الحقنة دي ليها سن معين قبل 10 سنين".

​وأضافت الأم بمرارة: "المشكلة مش في الفلوس، المشكلة في الورق. بقالنا سنة بنلف، واللجنة العليا بترفض. إحنا مش طالبين غير موافقة اللجنة بتقرير طبي عشان التضامن يفتح لنا الحساب، وإحنا اللي هنلم التبرعات. ابني هو ابني الوحيد وبيضيع مني، ومفيش مسؤول راضي يساعدنا".

​من جانبه، أكد الأستاذ شيبت عبد العال أن هذه القضية ليست مجرد حالة فردية، بل هي أزمة تواجه العديد من الأسر. وقال "شيبت": "الأب والأم بيتوجعوا أكتر من الطفل نفسه. أنا بناشد كل مسؤول في الدولة، والسيد وزير الصحة، ووزيرة التضامن، بضرورة التدخل السريع لإنهاء أزمة فتح الحساب".

​وأضاف: "إحنا شعب طيب وكريم، ولو الحساب اتفتح، إحنا كمصريين هنقدر نلم المبلغ ده في أيام. لكن العائق الوحيد هو الروتين. إزاي دولة بحجم مصر وحضارة 7 آلاف سنة، يكون فيها أزمة في توفير علاج زي ده أو حتى تسهيل إجراءات علاجه؟".

​ووجه "شيبت" نداءً إنسانيًا لكل من يشاهد هذه المأساة، بضرورة الضغط لتوصيل صوت رحيم إلى أعلى المستويات، لإنقاذ طفولته قبل أن يفوت الأوان.