شهدت قاعة محكمة جنح فيصل والجناين بمحافظة السويس، اليوم الأربعاء، أجواءً مشحونة خلال أولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«صفع مسن السويس»، وسط حضور عدد من وسائل الإعلام ومتابعة جماهيرية كبيرة داخل وخارج قاعة المحكمة.
وفي مستهل الجلسة، جدد ممثل النيابة العامة طلبه بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين، مؤكدًا أن الواقعة تمثل اعتداءً صارخًا على كرامة الإنسان، مشيرًا إلى أن المتهم الأول وجه للمجني عليه ألفاظًا مسيئة قبل أن يصفعه دون مراعاة لكبر سنه أو حالته الصحية، وقال ممثل النيابة في مرافعته: «نطالب بحكم يريح قلب المواطنين ويؤكد ثقتهم في العدالة».
وأضاف أن الفيديو الذي وثّق الواقعة جاء دليلًا قاطعًا على ارتكاب الجريمة، دون لبس أو شك، إذ ظهر فيه بوضوح المتهم وهو يصفع المسن داخل أحد شوارع السويس، مما أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكنك مشاهده المرافعة لايف عبر موقع “بصراحة الاخباري”، من خلال الضغط هنا.
دفاع المتهمين: الفيديو مجتزأ والواقعة مدبرة
وفي المقابل، قدّم محامي المتهمين مرافعته أمام هيئة المحكمة، مؤكدًا أن ما جرى لا يعدو كونه «سوء تفاهم» تضخم إعلاميًا، وقال إنه تقدم بطعن رسمي على «الفلاشة» التي تضم مقطع الفيديو محل الدعوى، مطالبًا بإحالتها إلى لجنة فنية مختصة لفحصها بدقة، مدعيًا أنها «مجتزأة» ولا تُظهر ما حدث قبل أو بعد لحظة الصفع.
وأضاف المحامي أن الفيديو تم تصويره بطريقة توحي بأن المتهمين اعتديا على المسن دون سبب، بينما الحقيقة – على حد قوله – أن المجني عليه استفز المتهمين قبل الواقعة بيوم، وأنه تم تحرير محضر رسمي ضده آنذاك.
وأكد أن الواقعة «مدبرة» وأن تصويرها تم في لحظة محددة لإظهار المتهمين في موقف المعتدي فقط، مشددًا على أن المتهم الثاني لم يعتد على المجني عليه وإنما منعه فقط من الدخول إلى المكان.
وخلال مرافعته، سلّم المحامي هيئة المحكمة حافظة مستندات تضم عدداً من الأوراق والمذكرات، مطالبًا ببراءة موكليه من التهم المنسوبة إليهما، معتبرًا أن القضية لا تتعدى كونها «مشادة كلامية بسيطة تم تضخيمها».
وكانت أوضحت النيابة في مذكرتها أن أفعال المتهمين تمثل جريمة تمس أمن المجتمع وتخل بالسكينة العامة، مؤكدة أن الواقعة تمثل نموذجًا لسلوك غير مقبول يتنافى مع قيم احترام كبار السن.
حضور المتهمين في واقعة بصفع مسن السويس بـ«الكمامات»
وشهدت الجلسة ظهور المتهمين للمرة الأولى داخل قاعة المحكمة وهما يرتديان الكمامات في محاولة لإخفاء وجهيهما عن عدسات الكاميرات، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وجاءت الجلسة وسط حضور عدد من ممثلي الجمعيات الأهلية، وأقارب المجني عليه الذين طالبوا بتوقيع عقوبة رادعة تحقق العدالة وتردّ كرامة المسن.
